منبر الجمعة

خطيب الجمعة في جامع برجا الكبير : بلدٌ نظيف … نفوسٌ نظيفة


أكد شيخ الجامع الكبير في برجا الشوف جمال جميل بشاشة في خطبة الجمعة في الرابع والعشرين من رمضان الموافق للثالث من سبتمبر أيلول 2010 على دور النظافة والتنظيف في حياة الأمم والشعوب  . ومما قاله في خطبته : ” الإسلام ليس طلقة فارغة تحدث دوياً ولا تصيب هدفاً … ما الإسلام ؟ إنه نور في الفكر ، جمال في النفس ، نظافة في الجسم ، صلاح في العمل ،  نظام يرفض الفوضى ، نشاط يحارب الكسل ، حياة موارة زاخرة ناجحة في كل ميدان . ” أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها “

عندما كان المسلمون العالم الأول بلغة عصرنا كانت شمائلهم الروحية والاجتماعية تبوئهم هذه المكانة دون افتعال أو إدعاء ، وكان سائر الخلق يرمقونهم بمهابة وإعزاز ، لماذا ؟ لأن المسلمين كانوا الأذكى والأرشد والأقوى .

خبر واحد ينبىء عن الحال : نشرت المواقع الأخبارية ما مفاده أن وكالة أميركية متخصصة سوف تقدم منحة لدولة عربية مع خبرائها لمساعدتها على التغلب على مشكلة النفايات والزبالة !!! لما قرأنا هذا الخبر قلنا : حتى في هذا الميدان نحتاج الى منحة والى مساعدة ؟

من كان من حظه أن يسير في عواصم ومدن العالم المتقدم في الشرق والغرب يحسد أهلها على جمال الطرق ونظافة الميادين وأنظمة المرور … ليت شعري لماذا لا تتوفر هذه الآداب الاسلامية بيننا ، لكأن القوم عادوا من درس سمعوه للنبي محمد في آداب الطريق وحسن الصحبة .

أولاد في اليابان في برنامج خواطر على أحد القنوات الفضائية وهرعوا للملمة ما وقع من كيس واحد منهم ، لما سئلوا عن ذلك قالوا : إنها بيئتنا ، بلدنا يجب أن نحافظ على نظافتها …  ربما يقول البعض : أين نحن من اليابان ؟ أقول : قبل أن نتمثل باليابان أنت مسلم ، ولا أدري كم هو عدد الآباء والأمهات في بلدتي الذين ينبهون أولادهم على عدم رمي فضلاتهم في الطرقات ؟

الظاهر أننا تعودنا وألفنا أن الاسلام كلام لا نظام ، وقشر لا لباب فيه ! ومن ثم لم نحسن الانتفاع بما لدينا من تعاليم .

أحدث دراسة نشرت أخيراً عن أكثر المدن نظافة في العالم كانت أريغا عاصمة دولة لاتفيا في الأتحاد السوفياتي السابق ، لم تكن هناك ولا مدينة عربية أو إسلامية من الذين خاطبهم نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم  : كونوا كأنكم شامة في الناس .

أين نحن من آداب الاسلام … في أدنى الامور تحدث عنها النبي كدخول الحمام والخروج منه ، كيفية الجلوس ، كيفية التنظيف ،… قال بعض المشركين للصحابي الجليل سلمان الفارسي : لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة …. قال : أجل ، لقد نهانا أن نستقبل القبلة ، أو أن نستجي باليمين …

النظافة ليست فقط من الايمان وإنما هي مظهر رقي وتقدم وتحضر … النظافة مرآة النفوس ، وشوارعنا وطرقاتنا تشبه أهلها وسكانها … اسمعوا الى ما يقول النبي : ” من آذى المسلمين في طرقهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ” .

الأحد المقبل تطلق بلدية برجا حملة بيئية ، حملة نظافة شاملة .

الحكمة تقول : لا ينبغي أن نتفرق في موضوع الماء ، لأن كل أنسان يشرب عند عطشه ، ولا ينبغي أن نتفرق في موضوع الاضاءة لأن أحداً منا لا يستطيع أن يعمل في الظلام ، ولن نختلف في مجال الطرق إذ لا يريد أحدٌ أن تنكسر سيارته ،  ولن نختلف في أن النظافة واجب لأنه ما من أحد إلا ويريد بلده بلداً صحيحاً نظيفاً .

الى كل من يحب برجا ، ويعمل لأجلها ، وما أظن أن برجاوياً لا يريد تقدم بلدته ورفعتها ، صحياً ، وخدمات ، وأمناً ، وسروراً ونظافة ، وطريقاً معبداً ، وحدائق  ذات بهجة ، ورعاية للثقافة والعلم ، واحتضاناً للفقراء والمساكين .

ولأننا نريد برجا عزيزة منيعة ، راقية ، حديثة ، زاهرة  … لكل ذلك ألا تستحق أن نسعى جميعاً لتقدمها ، لنظافتها ، للنهوض بها ، حتى تصير شامة في وجه لبنان .

من هنا ينبغي المشاركة في هذه الحملة لأن من يحب بلدته يحافظ على نظافتها ، فأماطة الأذى وإزالته من الطريق للمؤمن صدقة .

كان اليهود يفرطون بواجب النظافة والجمال فحذر النبي المسلمين من التشبه بهم فقال : إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا بيوتكم وطرقاتكم ولا تتشبهوا باليهود …. أيها الناس : بلد نظيف يعني نفوساً نظيفة ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى