برجا الآنقل كلمتك

خطبة جمعة … مسلسل تركي !!!

55كتب محمد خضر رمضان :

صعد الخطيب على المنبر حوالي الساعة الثانية عشرة … وبعد السلام والأذان بدأ الكلام :

 كنت في مرتين سابقتين قد تطرقت لهذا الموضوع ! ونظراً لأهمية الموضوع  سأعود وأتكلم عنه !!!

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ، وكان ما زال فتى يافعاً :

يا غلام إني أعلمك كلمات” ..  .

وهنا بدأ الخطيب ممارسة لعبة التشويق والإثارة .

وأخذ الكلام بالعامية !

ثم شرع يفصله تفصيلاً .

ضربني الملل ، وعافت نفسي الإسفاف الذي بلغه خطيبنا …

حسبت نفسي وجمهور الجمعة في روضة للأطفال ! .

ومكث ما شاء الله له أن يمكث حول عبارة  ” يا غلام إني أعلمك كلمات ” .

” الرسول قال له ياغلام  !

إذاً عندما يناديه النبي بهذه العبارة ” يا غلام ” فهو يحترمه إذ قال له يا غلام ” .

” أتدرون أيها الناس ما معنى كلمة ” غلام ” ؟ .

” يا إخوان لازم تتعلمو دينكن ” ! .

” سمعو شو قلّو النبي ” .

” ولما بقول سمعو النبي شو قال يعني معناتا انتبهو وركزو معي ” !

” يا إخوان كلام النبي مش أيا كلام ” .

 ” يا شباب يلي بيحكيه النبي هو وحي ” .

 ” بتعرفو شو معنى وحي ؟

ثم بعد لتّ وعجن حمدت الله أن وصل في وصلته إلى أولى النصائح التي وجهها عليه السلام لابن عمه إبن عباس :

” يا غلام … إحفظ الله يحفظك ” .

وهنا وعند هذه العبارة كأنه قبض على ناصية كلام جديد !

” أتعرفون من هو الحافظ ” ؟ .

” الحافظ هو الللللللللللللله ” …

نطق به الشيخ على الطريقة الكشكية فارتجت جنبات المسجد بصدى صوته وهياجه .

ثم عنّ له أن يشربنا الكلام بملاعق الطفولة :

” يا جماعة عرفتو مين الحافظ ؟ الحافظ هو ألله … مش حافظ الأسد ألله يغمقلو ” !!!

الشيخ وهو يتابع العصماء خطبته هذه ، كان السامعون قد بدأ كل واحد منهم يسرح في عالمه الخاص ! .

 منهم من أهلكه التثاؤب , ومنهم من استسلم للنعاس , وعلى وجه الخصوص من حظي بسند خلف ظهره , ومنهم  من أخذ يشغله التفكير بوجبة الغذاء ! .

إن شالله تكون مرتي عاملا لوبيا ! يلا وإذا طبخت سبانخ شو فيها , ما كلّو أكل !

نظرت فيمن حولي فإذا ” التنفيخ ” قد بدأت تعلو أنفاسه !

هذا يمد رجليه مرة تلو المرة ثم يضبهما , وذاك يسند رأسه على كفيه , وهذا ينقر بمنخريه !!!

ثلاثة أرباع الساعة على هذا المنوال الممل والخطيب في واد والمصلون في آخر !

أتصدقون أني ما عرفت إلى أين وصل ؟ ولا كيف انتهى ؟ .

إسألوني : هل فهمتَ شيئاً ؟ .

ما أعرفه أني خرجت حانقاً مبتئساً ضجراً من حديث كان ينبغي أن ينفذ به الشيخ إلى شغاف قلوبنا , وهو حديث للنبي عليه الصلاة والسلام من أروع ما قاله ووجه به أمته .

هرع الناس بعد الصلاة وهم لا يصدقون أن خطيبهم المفوه قد انتهى من ثرثراته وطقطقاته , وحديثهم التأفف والتهكم والتندر .

قال إنه سيتابع شرح الحديث في الجمعة المقبلة !!!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى