برجا الآنتعرف على بلدتك

برجا تتحدى الباطون بالألوان

كتبت خديجة الحجار في بوابة الإقليم :

عندما نقول ألوان، يذهب نظرنا إلى ريشة فنان على لوحة ما، إلى لوحة على جدار ما، إلى منظر طبيعي في بلد ما. اليوم نقول “برجا بالألوان”، برجا تلك البلدة النابضة بالحياة، المليئة بالمباني السكنية المكتظة، المتلاصقة. برجا التي يرفض ناسها العيش بالفراغ، ينطلقون إلى مستقبل مزهوّ بألوان ستزيّن مبانيهم كما تزين الريشة لوحة الفنان.

ورشة عمل تجميلية إنطلقت في برجا الضيعة – المدينة، تتمثل بإضفاء الألوان على المباني. ورشة أطلقها الفنان التشكيلي نبيل سعد وإمام مسجد البلدة الشيخ جمال بشاشة ومعهما مجموعة من الناشطين، مجموعة هدفها الأساسي تحويل برجا إلى مدينة تحاكي الوطن والعالم، ولوحة نابضة بالحياة والجمال، وسط ألوان تحاكي البحر والشجر والورد التي تحيطها من جميع الجهات.

الفنان نبيل سعد تحدث لموقع “بوابة الإقليم” عن مشروع “برجا بالألوان”، فقال: الفكرة إنطلقت بعد أن أصبح المنظر العام في برجا مشوهاً، خاصة وأن الأبنية العشوائية بعد الزلزال الذي حصل في العام 1956 قد اجتاحت المنطقة، لهذا ارتأينا أن نفكر بخطة تتأقلم مع هذه العشوائية، فجاءت الفكرة بأن نلوّن هذه الأبنية بألوان تتناسب مع أجواء البلدة.

واعتبر أن الدول الكبرى تعمل بهذه الخطوة التي تعتبر ناجحة، فارتأينا أن نسقطها على الحالة البرجاوية، مع الأخذ بعين الاعتبار الصدمة التي قد تؤثر على الناس، لأن حضور اللون وتردّده سيؤثر حتماً على الحياة العامة الإجتماعية، مؤكداً أن هذه الالوان ستعمل على فرز الأبنية خاصة وأن هذه الأبنية ملاصقة جداً لبعضها البعض ولا يفصل بينها حائط إنما هي مبنية على حائط واحد.

هذه التجربة التي ستعيد إلى برجا صباها، أكد سعد أن الكثير من الناس اعتبروا أننا سنفشل، إنما العمل بدأ على المباني، وبدأ معها تحديد الفرق بين برجا باللون الرمادي، وبرجا بالألوان، وبدأ الناس يبدّلون آرائهم بهذا الموضوع، حتى أن البعض تشجع وعرض المزيد من المساعدات.

الإنطلاقة للألوان بدأت من محيط جامع برجا الكبير، وصولاً إلى محيط مبنى البلدية والمخفر، أكد سعد أن التمويل للمشروع هو تمويل شخصي، بمعنى أن كل صاحب مبنى سيدفع مصاريف تلوين مبناه الخاص، معتبراً أن مشروع “برجا بالألوان” سيكون نموذجاً لعدد من الضيع المجاورة كشحيم وكترمايا، وشدد على أن من لا يملك الأموال اللازمة لتلوين مبناه ستعمل لجنة المشروع على تقديم المساعدة اللازمة له، واعتبر أن المرحلة الأولى للمشروع ستنتهي خلال شهرين.

وشكر سعد كل من ساهم ويساهم في إنجاح هذا المشروع، وخص بالشكر الأهالي الذين تقبّلوا المشروع برحابة صدر، داعياً الى وقف تشويه محيط وأطراف البلدة بالعمران العشوائي، مشدداً على أن برجا تستحق منا الأفضل.

خلية نحل مؤلفة من مهندسين ومصورين وناشطين ومتابعين مع الدهّانين يعملون بمتابعة من الفنان نبيل سعد والشيخ جمال بشاشة، خلية ستغيّر واقع بلدة من اللون الرمادي إلى ألوان نابضة بالحياة، لتتحول معها برجا إلى باقة من الزهور تحاكي واقع أناس يحبون الحياة.

http://www.al-iklim.com/_article.php?article_id=102286&sub_category_id=38&category_id=7

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى