برجا الآن

دراسة لطلاب جامعيين برجاويين عن مشروع ترميم جامع برجا الكبير

دراسة وتحليل مشروع إعادة تأهيل ” جامع برجا الكبير ” هو عنوان بحث أعده كل من الطلاب : عبد الحليم رمزي رمضان ، باسل حسين الحاج ، محمد عبد الوهاب الزعرت و ياسين جمال حوحو ، طلاب في السنة الثالثة هندسة معمارية في الجامعة اللبنانية – الفرع الرابع – دير القمر ، وذلك باللغة الفرنسية في إطار برنامج الجامعة الأكاديمي ضمن مادة ترميم وإعادة تأهيل المباني تحت إشراف المهندسة ناتالي شاهين .

في بداية البحث تقد ّم الطلاب بجزيل الشكر لكل من الشيخ جمال جميل بشاشة وأعضاء لجنة جامع برجا الكبير لاستقبالهم ودعمهم خلال فترة البحث ، بالإضافة إلى شكر المهندس أكرم سمير شبو لدعمه التقني ،  و إلى المهندسة المشرفة على المشروع .

في مقدمة البحث كان عرض لتاريخ برجا – أصل التسمية وعرض للمواقع الأثرية المهمة فيها ، ومنها جامع برجا الكبير ، ثم اتجه الطلاب إلى محاولة وضع الجامع في إطاره التاريخي مرتكزين على الكتابات والوثائق الموجودة من كتب ومراسيم قديمة ، أضف إلى محاولة مقاربة بين الجامع وكنيسة مار يوحنا في جبيل .

ثم انتقل الطلاب إلى تحديد المعطيات التي دفعهتم إلى اختيار جامع برجا الكبير كموضوع بحث وتحليل في مادة الترميم ، حيث أعتبر أهم موقع تراثي تاريخي في برجا نظرا ً لطرازه المعماري الفريد ( العقد ) وموقعه الذي يتوسط نسيجا ً عمرانيا ً تراثيا ً ( بيوت تراثية …) أضف إلى كونه مشروع الترميم الوحيد في برجا ويصلح أن يكون موضوع بحث .

تلا ذلك تحديد للهدف من عملية الترميم وهو سعي القيمين إلى تحسين حالة الجامع وإبراز قيمته الدينية والمعمارية وتأدية دوره بالشكل الأمثل , أضف إلى رغبة منهم في إسناد وظائف ثقافية واجتماعية جديدة ، تتمثل بمحاولات لتحويله إلى مركز تلاقٍ وتواصل ثقافي واجتماعي .

بعد ذلك توجه الطلاب إلى تحديد موقعه والطرق المؤدية للجامع والنسيج العمراني المحيط بالجامع .

ثم تطرق الطلاب إلى قضية تصنيف الجامع من قِبل وزارة الثقافة حيث ورد أنه لم يتم تصنيفه , إلا أن هناك محاولات لتحويله مع بعض المباني المحيطة التي تشكل حيا ً نموذجيا ً ذا دور ثقافي واجتماعي تكمل وظيفة الجامع .

في البحث أيضا ً ، تحديد لتاريخ ترميم الجامع ( قبل عملية الترميم ) فقد ورد في البحث ” البناء عبارة عن عقد مسطح مستطيل وبسيط مساحته حوالي 550 م2 ويرتكز على أعمدة سائدة تبرز عن البناء لدعم العقد وفيه يتم توصيف مكوناته الأساسية ( المبنى ، المحراب ، السدة ، الصحن … ) والوظائف التي كانت تشارك الجامع ( دكانة الخلد مثلا ً ) + وصف للمواد التي استعملت في إنشائه من نوع الحجر (صخري) الدهان ، الورقة الإسمنتية ، الرسومات ، الخشب … ) .

كما تضمن هذا القسم أيضا ً وصف الطرقات المؤدية للجامع قبل الترميم + الفتحات والعناصر المعمارية المستعملة إذ جاءت فتحات طويلة وبسيطة بعيدة عن الزخرفة .

بعد ذلك ، عرض لخرائط ( الجامع ) وصور قبل الترميم .

عرض للتقنيات المستعملة في عملية الترميم وإضافة المبنى الجديد ، من أعمال التنقير وإزالة الورقة الباطونية ، إلى الحفريات والتدعيم والتلبيس ، وإضافة مواضىء جديدة ، وتحويل القبو إلى مكتبة ، والمواد المستعملة (الحجر الرملي والعرسالي ، الطرش والدهان ، الأخشاب ، البلاط …) أضف إلى عملية الترميم رصف الطرقات ، من ثم عرض لخرائط المبنى الجديد المرمم مع الإضافات وعرض الصور .

 وتبرز عملية الترميم والتقنيات المستخدمة أثناء الترميم وصور المبنى المضاف وعلاقته بالمبنى القديم المرمم ومدى التوافق أو عدمه من جهة التصميم المعماري والطرق العلمية للترميم . ثم عرض لصور الجامع بعد الترميم ( حالته الحالية ) مع واجهته الأساسية ورسومات يدوية أعدّها الطلاب للجامع ، بعد ذلك أبدى الطلاب ملاحظاتهم حول عملية الترميم , وفي ذلك مقاربة للأسس المستعملة خلال عملية الترميم مع الأسس التي يفرضها ميثاق البندقية الذي وضع النقاط الأساسية لترميم المباني وحماية التراث .

من الملاحظات التي توصل إليها الطلاب :

غياب دراسة معمقة للجامع ( تاريخية ، معمارية ، إقتصادية ، اجتماعية ، أثرية … ) أي دراسات تسمح بتحديد مجمل المشاكل التي يعاني منها الجامع قبل البدء في الترميم , أضف إلى غياب الوثائق المتعلقة بتاريخ الجامع قبل الترميم ( عدم التوافق مع المادة 16 من ميثاق البندقية ). ومن ملاحظات الطلاب أيضا ً ثناء على التقنيات المستعملة مثل تقنية إزالة الورقة بالإزميل والمطرقة دون إستعمال تقنية ضرب الرمل أو ضغط الماء لما لها من تأثير سلبي على الحجر إذ تؤدي إلى تآكل الحجر وتعرضه للتفتت ، أضف إلى ذلك الإبقاء أو التركيز على استعمال الخشب كعنصر متجانس مع الحجر حتى لا يفقد الجامع من هويته ، بالإضافة إلى التوفيق بين الأساليب التقليدية والحديثة التي استخدمت بشكل مدروس خلال عملية التوسعة والحفريات ، أضف إلى إنتقاد غياب الورقة الكلسية بعد إزالة الورقة الإسمنتية لما فيها من منافع لحماية الحجر والإبقاء على مزاياه ( مقاربة مع الترميم سوق حراج ، طرابلس القديمة … ) .

بالإضافة إلى انتقاد غياب العناية المستدامة للجامع . وبرز ذلك من خلال ظهور التمديدات الكهربائية والصحية على الواجهة الأساسية للجامع التي تشوّه منظره وتفقده تميّزه ، فضلا ً عن ظهور رطوبة في العديد من أجزاء الجامع مما يفرض عناية مستدامة ( المادة 4 من ميثاق البندقية ) .

من الناحية المعمارية إنتقد الطلاب العشوائية في إنتقاء العناصر المعمارية المشكلة لواجهات الجامع والتي لا تمت للطراز المعماري للجامع بصلة ، فمن القمندولن والأقواس المتعددة الفصوص وعين الثور وأحد العناصر القوتية ، أضف إلى الإبتعاد عن نسب المقياس الإنساني في تشكيل القناطر ، وخاصة تلك المتواجدة في الواجهة الاساسية للجامع .

وقد رأى الطلاب في إضافة المبنى الجديد خطوة مكمّلة لوظيفة الجامع القديمة مما أضفى نوعا ً من التكامل والإغناء الوظيفي بالرغم من تباعد الطرز المعمارية المستعملة في كلا المبنيين ، فقد جاء المبنى المضاف مسهبا ً في الزخرفة مبتعدا ً عن بساطة الجامع القديم ( عدم التوافق مع المادة 13 من ميثاق البندقية ) ، وقد اقترنت هذه الملاحظات بصور تدعم وجهة نظر الطلاب .

فقد توصل الطلاب في نهاية هذا البحث إلى استنتاج مفاده : أهمية الترميم لهذا الجامع بالرغم من الملاحظات حول طريقة سير عملية الترميم إلا ّ أنـّه خطوة متواضعة لكنها مهمة في إطار ترميم مبان موجودة في ذلك الحيّ وإعادة تأهيله مما يُضفي على ذلك النسيج التراثي تنوعا ً وظائفيا ً يخدم دور الجامع الديني ويجعله مركز تواصل اجتماعي وثقافي تطال خدماته سكان الأحياء المجاورة لتصل إلى جميع سكان بلدة برجا .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم،

    أحمد الله على رؤية وجوه وروح هندسية جديدة، تتخذ من بلدتنا أولى محطات خوضها في علمنا المهني الفني والإبداعي. ولكن أود إستغلال هذه المداخلة، لإيصال تمنياتي إلى هذه الحفنة من مستقبلنا العمراني والذي بهم نطمح إلى مرافقة التطور المقاييس دون إغتصاب الطبيعة.

    فالجمال ليس مقصوراً على الخلق فحسب ، بل يشمل أيضاً المحيط الذي نعيش به،….لذا أتمنى عليكم، في تصاميمكم عدم الإقتصار على مظهر المبنى أو السعي لإستغلال كامل نسبة الاستثمار على حساب الشكل كما هو الحال لدى الكثير من المهندسين في برجا بالأخص، بل أتمنى بأن تكون دراساتكم متكاملة بحيث تكون حصة المساحات الخضراء وافرة، تؤمن للطبيعة مسكنا في دارناً.
    للأسف الشديد، الألواح الرمادية اجتاحت برجا، وهيهات لمن يسمع والويل لمن سمح و يسمح، فالرماد نثر والخضار طمر.

    وددت أيضاً لفت الإنتباه إلى المشاكل التي تنتج عن طبيعة مقومات البنى nature de l’ossature ولكن لعدم الإطالة، إققتصرت على الشكل والبيئه.

    في الختام، أشكركم على تفهمكم وادراككم.

    أحمد رمضان (Ing Structures )

    باريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى