برجا الآنتعرف على بلدتك

مدينة تاريخية تنتقل من الإهمال إلى الرقي : مشروع لتجميل وطلاء «برجا» اللبنانية

بيروت – منى حسن:

مشروع «برجا بالألوان» لتجميل وتزيين البلدة انطلق بمبادرةٍ فردية، وسرعانَ ما تحوَّلت إلى جماعية، حيثُ باتت بيوت البلدة في الحي القديم تطلى بالألوان الصافية الزهية، فيطالعكَ الأزرقُ هنا، ويلفتُ نظركَ الأحمر والبرتقالي هناك، وغيرها من الألوان المتناسقة التي تمَّ اختيارها بعنايةٍ ودراسة، وهذا المشروع منح البلدة الطابعين التراثي والعصري.

وتُعتبر برجا المطلة على ساحل البحر المتوسط، من أهم قرى محافظة جبل لبنان (غرب)، نظرا لأهميتها التاريخية والسياسية.

ودفع الإهمال الذي يعاني منه سكان البلدة بعدد من الشباب الناشط إلى التمرّد على الواجهة النمطية لجميع المباني، سواء كانت قديمة أم جديدة، بتلوينها.

تجميل البلدة التاريخية لن يتوقف عند حدود التلوين، بل هنالك مشاريع تشجير وإقامة منحوتات صخرية في ساحتها.

وقال نبيل سعد، الفنان التشكيلي الذي تكفّلت ريشته بإضفاء لمسات ساحرة على جدران البلدة إنّ معظم البيوت كانت تبنى بشكل تقليدي قديم، وتتميّز بأسقف قرميدية لافتة، ونحاول المزج، في نسختنا الجديدة للألوان، بين الطابعين التراثي والعصري، عبر اعتماد ألوان متناسقة وطبيعية غير مركّبة.

وأوضح أن الألوان الطاغية هي ألوان طبيعية متناغمة على أساس علمي، بينها الأزرق والأحمر والأخضر، كما نتحاشى خلط الألوان حفاظا على الصفاء والمنظر الطبيعي لمعمار البلدة.

يقول مازن سري الدين إن تمويل المشروع كان بمبادراتٍ فردية من أصحاب المنازل، الذين قدَّموا أموالاً لقاء طلاء منازلهم. ومعظمهم فوضوا فريق عمل «برجا بالألوان» لاختيار ألوان عماراتهم، لافتا إلى أنَّ البيوت الصخرية القديمة لم يشملها المشروع، لأنَّ الهدف هو صونها والحفاظ على قيمتها.

أما بلدية برجا، فهي تبارك المشروع وتدعمُه، وقدمت مبلغاً كمساهمةٍ لنجاحه.

وقالت الطالبة سهى الحجار إنَّ المشروع تجربةٌ فريدةٌ من نوعها في لبنان، تعكسُ إرادةً قوية متأصِّلة بالتغيير والتجديد.

ورغم افتقار البلدة إلى البنية التحتية إلا أنها استطاعت المحافظة على أهميتها عبر العصور.

وتضم البلدة عشرات الكهوف والمغارات الشبيهة بالمدافن، والمحفورة في أعلى الصخور الشاهقة، كما تضم نواويس حجرية تعود إلى العصر الحجري الحديث.

واكتشف باحثون أجانب زاروا البلدة وجود رسوم ونقوش في مدخل بعض المغارات والأواني التي عثر عليها حين حفرت ركائز بيوت حديثة.

وخلص هؤلاء الباحثين إلى أن تلك النقوش تشكّل بقايا أقوام تعاقبت على هذه المنطقة، مثل شعوب بلاد الرافدين والفرس واليونان والرومان والبيزنطيين.

كما عثر في القرن التاسع عشر على نواويس (توابيت الموتى) محفورة في كتل صخرية، تمثّل قبور كهنة فينيقيين وغيرهم من الشعوب الوثنية. ووفق الباحثين، فإن تلك النواويس كانت تحفر بعيدا عن مساكن ومقابر الرعية ممن كانوا يدفنون في مغارات مخصصة لهم، وهي عبارة عن مدافن قرب السواقي والوديان في البلدة العتيقة.

عن جريدة الراية القطرية 7 كانون الأول 2017

http://www.raya.com/news/pages/d6d934f3-8736-493b-868c-eec73cb7bf37

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى