من جراب الأمس

دارت يا محمد دارت

كتب الأستاذ مصطفى عبد السلام الزعرت : هذا المثل البرجاوي قاله محمد ياسين الزعرت 1870 ـ 1939 ، والد عثمان ورسلان وخزاعي وياسين . المناسبة : حرب داحس والغبراء : أي المعركة بين الشاذلية والقادرية في برجا . فرقتان من الفرق الدينية في ذلك الزمن ، وكل فرقة منهما تدعي أنها على صواب وأنها سفيرة الله على الأرض ، والله أعلم من كان منهما على صواب .

انضوت معظم العائلات في برجا في هذا البذار الديني ، ولم يكن الدافع عند كثيرين دينياً ، بل النكاية والحسد . واليوم نلاحظ هذا الإنقسام ، ولكن الفرق تعددت وكثرت ، وكل واحدة تنظر إلى الأخرى نظرة كشك ، والله أعلم . كانت العداوة تنمو وتشتد بين هاتين الفرقتين ، وجاءت الشرارة التي أشعلت فتيل المعركة … في مقهى محمد سليم البراج ، المشرفة على عين الماء على ساحة العين ، تلاسن الشابان : عبد الغني وعبد السلام ، وتطور الأمر إلى التشابك بالأيدي والتضارب بالعصي والكراسي ، وانتشر الخبر ، فأسرع الكل إلى سلاحه ، وانطلقوا إلى ساحة العين ودارت المعركة ، فسقط فيها الكثير من الجرحى ، ومعظم المشاركين في المعركة يتضاربون بالعصي والحجارة على الطريقة الجاهلية  : أنصرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً ، لا على الطريقة الإسلامية ، فإذا سألت أحدهم ، لماذا تتقاتلون ؟ لأجاب : لا أعرف .

هذه المعركة لم تكن بعيدة عن منزل محمد دابلة ـ مكان مطعم أبو نبيل الشمعة ـ فركض مسرعاً الى داره وسأل زوجته : أين الأولاد ؟ فأجابته : سافروا إلى أعمالهم ( بيع الأقمشة ) فارتاح واطمأن وأخذ يرقص ويغني قائلاً : دارت يا محمد دارت  ….  الحمد لله ولادي مش هون .

فهذه القصة وهذا المثل يدلان على أنّ القضية ليست ( قضية رمانة ، بل قلوب مليانة ) .

أيها الشباب : إعرفوا تاريخ بلدتكم ، وخذوا منه عبرة ودرساً كي لا نقع في الأخطاء التي تفرقنا وتمزقنا وتجعلنا كعصف مأكول .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى