برجا الآن

إعتصام في مرج برجا لإقفال مزرعة أبقار غير مرخصة

كتب أحمد منصور : لم يكترث أبناء إقليم الخروب ببناء مزرعة للأبقار في خراج بعاصير منذ أشهر، حتى بدأت قوافل الشاحنات التي تنقل الأبقار المستوردة إليها، ناشرة معها روائح أوساخ الماشية على طريق بعاصير – برجا – مرج برجا. وبدأت معها صرخة الأهالي وسكان الأبنية المطلة على موقع المزرعة والقريبة منها. وأكد عدد من السكان أنها باتت لا تفارق الأجواء، وتعم سماء المنطقة، وتعبق بها المنازل بشكل متواصل، متسببة بحالات اختناق وضيق في التنفس، لا سيما لدى الأطفال وكبار السن، ما أثار حفيظة الأهالي الذين وقّعوا عرائض عدة، واحتجوا لدى البلدية، مطالبين بالتقيّد بالقوانين، والعمل على رفع الضرر عنهم وإقفال المزرعة. وكان صاحب المشروع قد اشترى قطعة الأرض منذ سنوات (تبلغ مساحتها عشرة آلاف متر مربع)، واستحصل على ترخيص لإنشاء مستودع، لكون المنطقة مصنفة للصناعات الخفيفة. إلا أنه قام منذ أشهر عدة ببناء المزرعة، وعمل على نقل الأبقار التي يستوردها من البرازيل مباشرة عبر مرفأ بيروت إليها، ليقوم فيما بعد بتصريفها للذبح وللمسالخ في بيروت والمدن الأخرى.
ويعيش الأهالي حالاً من الاستياء والقلق من استمرار الوضع على ما هو عليه، مؤكدين على أنهم ما زلوا يفسحون المجال للأطر القانونية للمعالجة ورفع الأضرار عنهم. ويشددون على أنهم بصدد تنفيذ اعتصام سلمي في وسط الطريق العام لبلدة مرج برجا عند مفرق المزرعة يوم الأحد المقبل، لرفع الصوت عالياً وتوجيه رسالة للمعنيين لوضعهم في صورة مشكلتهم. ويقول أحمد الغوش عضو مجلس بلدية برجا، الذي يقطن في مبنى مؤلف من أربع طبقات مع إخوته في مرج برجا: «لقد اخترنا مكان السكن بسبب المشاكل البيئية، ونظراً للهدوء والطبيعة الخلابة التي تتميز بها منطقة مرج برجا. لكن نفاجأ بإقامة المزرعة على مسافة غير بعيدة من منازلنا. ومنذ أشهر وهي تصدّر لنا الروائح الكريهة الخانقة ولا يمكن لأي إنسان أن يتحملها، لدرجة أننا أصبحنا نقفل النوافذ والأبواب دائما، وفي بعض الأحيان أضطر مع زوجتي وطفلي إلى مغادرة المنزل هرباً من الروائح خشية ان تصيب طفلي بالاختناق». ويضيف «لقد قمنا مرات عدة بالاتصال بصاحب المشروع والبلدية. ونظمنا عرائض عدة لبلديات المنطقة، خصوصاً بلدية بعاصير، وعلمنا أن التوجه هو لإقفالها، خصوصاً بعد الضجة الأخيرة وكشف مكتب الصحة»، متخوفاً من «أن يقدم صاحب المزرعة على عقد صفقة مع المعنيين على حساب صحتنا وسلامتنا، بهدف الإبقاء على وجود المزرعة»، مشيراً إلى أن «الأهالي بصدد تصعيد التحرك، وتنفيذ اعتصام سلمي والتوجه إلى موقع المزرعة تحت شعار: نريد إسقاط التلوث».
ويشير إبراهيم البستاني من مرج برجا إلى أن «طريق المزرعة يمر في وسط البلدة»، مؤكداً على أنه «لدى مرور الشاحنات تعبق البلدة بالروائح الكريهة لفترة طويلة من الوقت وكذلك عند المغادرة بسبب أوساخ الماشية»، معتبراً أنها «مشروع تهجيري جديد لأبناء البلدة»، متحدثاً عن «شكاوى الأهالي من رمي لأوساخ الماشية في أرزاق أهالي البلدة». ويلفت بلال بو عرم من البرجين، ويقيم على تخوم المزرعة، إلى أن «منطقة مرج برجا ومحيطها مقصد للناس وأهالي المنطقة للتنزّه والرياضة، لموقعها الطبيعي والجمالي الأخضر»، مشيراً إلى أن طفلته البالغة من العمر ست سنوات «تشكو من الحساسيّة وضيق في التنفس، ما يجبرني على تهريبها من الروائح إلى برجا يومياً»، داعياً إلى «إزالة التلوث. وإبعاده عن الأماكن السكنية، ونقله إلى أماكن نائية». وقال: «لا يمكننا أن نترك منازلنا، فنحن أصحاب البلد. وفي حال عدم تلبية مطالبنا عبر الطرق القانونية، سنلجأ إلى وسائل أخرى لرفع الضرر عنا». ويؤكد عضو مجلس بلدية البرجين خـــضر ياسين الذي يقطن مقابل موقع المزرعة على «أن الروائح خانقة»، لافتاً إلى أن «مـــنازل البرجين، ومرج برجا، وبعاصـــير، عرضة يوميا لتلك الــروائح الكريــهة».
ويبدي محمد المدهون تخوفاً كبيراً من «تطور الوضع إلى الأسوأ، والتسبب بأمراض خطيرة، خصوصاً لدى الأطفال»، مشدداً على أن «الهدف ليس قطع أرزاق الناس وتعطيل أشغالهم، إنما إبعاد التلوث والخوف حفاظاً على صحتنا وسلامة أطفالنا وعائلاتنا».
من جهته، يقول رئيس بلدية بعاصير أمين القعقور: «نحن كبلدية رفعنا العريضة التي تقدم بها الأهالي، والتي تحمل تواقيع 50 عائلة، إلى قائمقام الشوف، الذي رفعها بدوره إلى مكتب الصحة في الشوف»، مشيراً إلى أن صاحب المشروع لديه ترخيص بصالة عرض ومستودع منذ سنوات، وليس مزرعة، لكون المنطقة مصنفة للصناعات الخفيفة»، مؤكداً على «حصول اعتراضات كبيرة من الأهالي في البلدة وجوارها من الروائح التي تتسبب بها الماشية». وشدّد القعقور على أن «الحل يكمن في الطرق القانونيّة»، رافضاً الموافقة على أي عمل «من شأنه أن يلحق الضرر بالمواطنين وابناء البلدة».
في المقابل، يلفت صاحب المزرعة فاروق العشّي إلى أنه «قصدنا المنطقة بالمشروع لإنعاشها اقتصادياً. وقد اخترنا المكان لوجود مزرعة للأبقار بجانب مشروعنا بالقرب من موقع كسّارة بعاصير»، مؤكداً على أن الترخيص المعطى له «هو لمستودع»، لافتاً إلى أنه تقدم «بطلب ترخيص للمزرعة لدى محافظ جبل لبنان»، موضحاً أن «الترخيص قد ينجز في حدود الشهرين». منقول عن جريدة السفير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى