كتبت جميلة مالك الجنون : بدك تربح ؟! تاجر, بس مش تجارة الموت والحياة , ممكن تصيب وممكن تخيب … ممكن تكون نتيجتها طفل في مستشفى … أو في مقبرة !!
تجارة مُربحة تعود عليك بالمال الوفير في الدنيا … وتعود عليك بسيئات أكثر في الآخرة …
لحوم فاسدة تنتشر … مياة ملوثة تفيض … مطاعم غير نظيفة نشتري منها … أفران اختفى منها شعار النظافة منذ زمن … محلات لا تمت بأي صلة لشروط السلامة …
ألا يكفينا تلوث الهواء ؟! أمراض تكتسح الجميع مستغلة المناعة المرضية التي أضعفتها السموم …
إلى متى هذا الخمول ؟ وهذه الحسرة التي تتبعنا أينما حللنا , والصرخة التي لا نسمعها إلا في بداية الكلام ؟ ألم يحن الوقت لنتحرك !! لنلقي التجاهل ونكسر صمت الفعل ..؟!
” نفسي نفسي ” شعار يطبقه البعض فيأخذ الاحتياطات ويُحصن نفسة . يشتري المياه المعدنية , ينتقي بتمعّن مصدر طعامه , يزرع الأشجار حول بيته الخ … ولكن ؟
ماذا عن جارك البسيط الذي لا يدرك الخطر المحيط به ؟ نتركة يتخبط في جهله !!
ماذا عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ؟
لن أتوجه إلى من أقسم اليمين على النهوض ببرجا المسكينة , إلى حاملي راية الإنماء الممزقة , إلى رجال منابر الأقوال لا الأفعال , إلى السلطة العاجزة , التي أثقلت الأمانة كاهلها من بداية طريقها … لن أتوجه إليهم لأطلب واجبهم في الحماية , وحقي المهدور على أرض بلدتي .
أتوجه إلى أهالي ضيعتي , أبناء برجا أصحاب الدم الثائر , إلى الصغار قبل الكبار , إلى النساء قبل الرجال , هل ننتظر أن تتحرك بلديتنا الميتة لتنقذ الأحياء؟! أم ننتظر الموت القادم من سموم تحيط بنا وتهدد أطفالنا وكبارنا وعائلاتنا ؟!
إبنتي في خطر , إبنك في خطر , أنا وأنت مهددون .
طالبنا وعملنا كثيراً لكي يصل صوتنا إلى المسؤولين الغير مسؤولين من أجل مشاريع إنمائية , الآن أريد فقط أن أعيش بأمان وسلام حياة نظيفة , أضمن سلامة أسرتي , بعيداً عن الموت !!