برجا الآنيحدث في الشوف

إقليم الخروب يرفض استقبال النفايات

كتب أحمد منصور : kasara

تعيش منطقة إقليم الخروب على وقع تداعيات مطمر الناعمة، إذ ارتفعت وتيرة مخاوف أبناء المنطقة في الآونة الأخيرة، بعد إعطاء مهلة سنة لإقفال المطمر، والتفتيش عن مكان بديل له خلال العام الحالي لإنشاء مطمر جديد. وزادت المخاوف من أن يكون حل المشكلة على حساب مصلحة وصحة وسلامة أبناء المنطقة، في اعتمادها كموقع جديد على خلفية صفقة ما تبرم بين النافذين وأصحاب الشأن. وذلك بعدما توجهت الأنظار والإشارات والتلميحات والأصابع نحو الإقليم، لا سيما وسط تردد معلومات وتسريبات من أن وجهة النفايات في المرحلة المقبلة ما بعد إقفال مطمر الناعمة، ستكون إما كسارة الجية – بعاصير، أو معمل ترابة سبلين في إقليم الخروب.
وأحدث ذلك غلياناً ورعباً وقلقاً في نفوس أبناء المنطقة والبلديات والأحزاب والقوى السياسية والجمعيات، خشية “تركيب” مشروع جديد في المنطقة انطلاقاً من مخاطره المميتة والمدمّرة للحياة اليوم وغداً وما بعدغد وفي المستقبل. إذ لا يمكن أن توفر ملوثاته أحدا من الاجيال الحالية والمستقبلية، وهو لا يجلب الى المنطقة سوى التلوث والسموم.
وتسود المنطقة حال من الترقب والانتظار، في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة، التي ستكشف خارطة طريق المشروع مهما جرى من محاولات لطمسها وعدم الإفصاح عنها، خصوصاً ان ما يجري في الكواليس وعلى الأرض لا يطمئن ويطرح علامات استفهام كبيرة. وفي هذا المجال تنشط بلديات الإقليم على أكثر من صعيد لمواجهة المشروع وتعطيله وقطع الطريق عليه مهما كانت الأثمان، انطلاقاً من جملة معطيات وأولها أن منطقة الشوف نالت نصيبها الكافي من التلوث الذي يحدثه مطمر الناعمة على مدى أكثر من 16 عاماً.
وثانياً، إن منطقة الإقليم يكفيها ايضاً الملوثات الموجودة على أرضها، بدءاً من معمل الجية الحراري، ومعمل ترابة سبلين، إلى الكسارات والزفاتات والمقالع والصرف الصحي، التي حوّلت المنطقة الى “بؤرة تلوث”.
ولذلك أبقى “اتحاد بلديات الاقليم الشمالي” اجتماعاته مفتوحة لمواكبة تفاصيل المشروع وخيوطه ليصار إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة. ويبقى الرهان في إبعاد شبح المشروع على تحرك ودور البلديات الرافضة جميعها له، في حين لوحظ ان البلديات المحيطة لموقع الكسارة المذكورة هددت علناً أنها ستواجه المشروع بالأجساد الحية على الطرق وأمام مدخل الكسارة.
مصادر مطلعة ومعنية ومواكبة لهذه القضية وتاثيراتها أشارت إلى أن “الوضع في إقليم الخروب سيكون خطيراً جداً من الناحية البيئية في حال تم تنفيذ المشروع”، محذرة من “خطورة ما يطبخ ويحضر للإقليم تحت الطاولة في هذا الخصوص من دون الاكتراث لصحة وسلامة اهاليه”. وقالت المصادر: “حرام ما يخطط لأهل الإقليم الفقراء والأعزاء والأحباء وأصحاب المبادئ والشجاعة والوطنية”. وسألت فعاليات المنطقة وأصحاب القرار “هل هذه هي مكافأة أهالي الإقليم على مواقفهم وتأييدهم ومساندتهم لهم عبر الإتيان بمشاريع تدميرية لهم ولأجيالهم لا عبر تأمين مشاريع تحمل راحة البال والاستقرار والاطمئنان والازدهار”. وأوضحت المصادر “ان منطقة الشوف تعاني كثيرا من مطمر الناعمة، وأن الإقليم لم تعد سماؤه تتسع لملوثات وسموم جديدة بفعل المعامل والمصانع والمقالع والكسارات التي تعمل من دون حسيب ولا رقيب”. لذلك دعت “الدولة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة والعمل على حماية أرواح مواطنيها ومعالجة مشكلة النفايات كما هو معمول به في الدول الأوروبية وفق المعايير البيئية وبتكاليف اقل بكثير مما تنفقه الدولة اليوم لمصلحة الشركات الخاصة”. وأكدت المصادر أن أهالي الإقليم “سيستمرون في معركتهم ضد المشروع حتى النهاية انطلاقاً من أنه مشروع انتحاري ويضع حداً لحياتهم من خلال نشره الأمراض والغازات السامة، وبالإضافة إلى أنه مشروع اقتلاع من الجذور وتهجير يطال جميع الطوائف والمذاهب والأعمار”. ودعت المصادر اهالي الإقليم إلى “التنبه ومتابعة القضية لا إغفالها”.

منقول عن جريدة السفير 29 كانون الثاني 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى