«طريق الموت» في إقليم الخروب
تفاقمت خطورة المرور على مدخل إقليم الخروب عند مفرق سبلين نزلة وادي الزينة، من الطريق الساحلية القديمة، وصعوداً حتى مفرق معمل ترابة سبلين. وبات العابرون عرضة للوقوع ضحايا حودث الصدم بشكل متواصل، وحوادث السيارات والشاحنات، وذلك نتيجة توقف وزارة الاشغال منذ ثمانية أشهر عن متابعة تنفيذ مشروع توسيع وتأهيل الطريق المذكورة.
وقد ولد ذلك استياء عارماً في نفوس أهالي المنطقة وبلدياتها لجهة عدم تحمل الوزارة مسؤولياتها في رفع الأضرار والمخاطر، واستكمال المشروع مهما كانت الاعتبارات والتبريرات والحجج والبراهين. وإذ وصف العديد من أبناء الإقليم الطريق «بطريق الموت»، اعتبروا أن حياتهم باتت في عهدة وزارة الأشغال المهددة يومياً على تلك الطريق. وناشدوا الوزارة العودة عن قرارها وحماية أهالي الاقليم من المخاطر والموت اليومي الذي يهددهم، لا سيما أن الطريق ممر رئيس لباصات المدارس والجامعات، التي تنقل طلاب الإقليم إلى صيدا وبيروت ومنهما.
وأطلقت بلدية سبلين صرخة باتجاه المسؤولين ووزارة الأشغال بضرورة استكمال المشروع لرفع المخاطر والرعب والتهديد عن المنطقة مهما كانت الاسباب، محذرة من أنه في حال لم تلق الصرخة آذانا صاغية سيتم اللجوء إلى سلسلة من الخطوات التصعيدية، بعدما تحولت الطريق إلى مسرح للموت والحوادث.
وأشار رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر إلى أن المعاناة كبيرة وخطيرة على الطريق، ويقول: لم يعد بمقدورنا السكوت عن تلك المعاناة، فنحن وجدنا لكي نعمل على النهوض بمنطقتنا والحفاظ على حياة وأرواح أهالينا المهددة يومياً على طريق سبلين شحيم، والتي كانت ملحوظة بموجب مرسوم صدر في العام 1990. وباشرت وزارة الأشغال بالمشروع العام الماضي في عهد الوزير غازي العريضي لتنفيذ توسيع وتأهيل الطريق. لأنها تتسبب بالعديد من الحوادث المميتة للسيارات والشاحنات.
وبعد تنفيذ المرحلة الأولى من الطريق وتوسيعها وتحويها إلى مسلكين منفصلين، أقيم جدار فاصل بينهما من الإسمنت، ودفع الاستملاكات للبعض، «لكن منذ تسعة أشهر فوجئنا بقرار وزارة الاشغال بوقف الأشغال، حيث تركت الحفريات وغيرها من الاشغال على حالها، من اقنية لتصريف المياه الشتوية، الى حفريات وخنادق واعمدة كهرباء في وسط الطريق، وغيرها من الاشغال التي تلحق الضرر وتتسبب بالخطر على حياة اهالينا العابرين»، وفق قوبر، مشيراً إلى «أن استكمال الأشغال بشكل نهائي هو الجزء الأهم الذي يجب أن ينفذ».
وأضاف قوبر «للاسف ان التأهيل والتوسيع لم يستكملا حتى الطريق الساحلية القديمة عند مفرق سبلين وادي الزينة، بل وصل الى ما قبل حدود جسر وادي الزينة على الاوتوستراد الساحلي، حيث توقف العمل في استكمال تنفيذ الاقنية الشتوية الجانبية للطريق، والتي تسببت مؤخرا بجرف السيول والحجارة والوحول الى وسط الطريق. وتسربت الى المنازل المجاورة وموقع للجيش اللبناني، التي تقع بمحاذاة الطريق، حيث بات الطريق يشكل خطورة دائمة على جميع السيارات العابرة وركابها».
وأطلق قوبر «صرخة أولى»، مطالباً وزارة الاشغال بتحمل مسؤولياتها تجاه المنطقة. وإلا فالاتجاه إلى التصعيد عبر سلسلة من التحركات للبلدية واتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي لوضع المسؤولين امام هذا الواقع المرير والخطير الذي نعيشه بشكل يومي منذ نحو ثمانية أشهر، لافتا الى ان البلدية ونواب المنطقة راجعوا وزارة الاشغال مرات وطالبوا استكمال المشروع.
وأشار قوبر إلى أن الطريق كذلك غير ملحوظة بالإنارة الوسطية، وهي تتسبب بحوادث صدم للعابرين سيراً على الأقدام، فضلا عن ترك أعمدة الكهرباء وسط الطريق عند توقف الأشغال، لافتا إلى أنه تم وقف الأشغال ايضا على مدخل اقليم الخروب، حيث دفع اتحاد بلديات الاقليم الشمالي نحو نصف مليون دولار لتجميل مواقع ومداخل الإقليم، والتي تضم حدائق عامة وعمليات تشجير ونافورة للمياه وفق دراسة خاصة. وقد ساهمت شركة ترابة سبلين والنائب وليد جنبلاط في هذا المشروع لتحسين مداخل الاقليم، وللأسف فوجئنا بوقف وزارة الاشغال بالاعمال. وأوضح أن جميع المفارق التي تؤدي إلى شارعي الشهيدين كمال جنبلاط ورفيق الحريري في منطقة داوود العلي تركت محفورة وتتسب بحوادث واعطال للسيارات، داعيا وزارة الاشغال لاعادة النظر بقرارها والعمل على رفع المخاطر.
منقول عن جريدة السفير 25 / 10 / 2014