عبدون… سيرة رجل مكافح
كتب الأستاذ جمال محمد نور المعوش:
شاء القدر أن يرحل أبو محمد عنا وعن هذه الدنيا باكراً.
هكذا خطفه الموت بسرعة وهو في منتصف الطريق… إنها إرادة الله والحمد لله على كل حال.
مؤلم فعلاً موت الطيبين الصالحين أصحاب السيرة الحسنة كأبي محمد وأمثاله.
“عبدون” هو اسم الدلع لعبد القادر السيد.
أطلقته عليه خالتي أم عادل (حليمة السيد والدته) رحمها الله وهو بعدُ صغيراً.
في سن الثانية عشرة حمّلته إبريق القهوة قائلة: “هادي رزقتك عالبريق” وهكذا كان.
إنطلق عبدون من ساحة الضيعة ومن قهوة كان يشغلها والده ليجوب الشوارع المحيطة بكل تأنٍ ومثابرة متحملاً الشقاء وقساوة الأيام برضى وبطيبة خاطر، فأقبل عليه الناس. فحديثه حلو ولسانه دافئ وعشرته مؤنسة ولطيفة، حتى أضحى العلامة الفارقة بزيه التراثي.
قهوته حاضرة في الأفراح والأحزان وكل المناسبات.
يعرف طلبات الحاضرين غيباً ويلبي طلبهم مهما كان عددهم كبيراً دون تذمرٍ أو تأفف وبكل خفة ورشاقة .
تميز أبو محمد وزوجته بالحرص وحسن التدبير.
بنى بيتاً وأحاط أولاده بالعناية والرعاية وهم مثله قدوة في الأخلاق والتهذيب.
سنفتقد عبدون وقهوته.
ستفتقده ساحة الضيعة كما سائر الأماكن.
سيبقى في ذاكرة برجا، رمزاً تراثياً ومثالاً للرجل الطيب المكافح في سبيل العيش بعزة وكرامة.
- توفي السيد عبد القادر حامد السيد مواليد برجا عام 1966 مساء الأربعاء 29 تموز 2020 في المستشفى المركزي بمزبود الشوف بعد أن نقل إليه صباحاً إثر أزمة قلبية.