وجوهٌ من بلدتي

الدكتور خضر ترو… متعدد المواهب ومتألق في كل ميدان

كتب الأستاذ أنطوان فضول:

تحية شكر وتقدير من أنطوان فضّول ومؤسسي المنتدى الرقمي اللبناني إلى الدكتور خضر ترو.

من أستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية – كلية الحقوق، الفرع الأول، إلى المدير الفني والمسؤول عن فرقة برجا للفنون الشعبية.

ومن مستشار للشؤون الثقافية والفنيّة في الهيئة الإدارية للنادي الثقافي الاجتماعي في برجا، إلى عضو في مجلس الأمناء لجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية في بعقلين.

ومن عضو مؤسس للتجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث، إلى رئيس الجمعية الطلابيّة MÉLIMÉLO Poitiers-France.

مواقع ومسؤوليات إرتبطت بالدكتور خضر ترو، أضاء من خلالها حضورًا وألمعية.

ولد في برجا، الشوف في ١ حزيران ١٩٧٧.

توزعت دراسته بين تقاطع جغرافي ركائزه لبنان وفرنسا، حيث بدأها على مقاعد مدرسة راهبات المحبة في كليمنصو، ثم أنهاها في ثانوية المقاصد – الحرج في العام ١٩٩٤، قبل أن ينطلق في تحصيله الجامعي في لبنان، وينال الإجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية في العام ١٩٩٨، أتبعها بدبلوم الدراسات العليا في المعلوماتية القانونية من جامعة الحكمة في العام ٢٠٠٠. إنتقل بعدها إلى فرنسا ليكمل أستاذيته حائزًا الدكتوراه في الحقوق من جامعة بواتييه – فرنسا، العام ٢٠١٠.

أكاديميًا إعتمد أستاذًا متفرغًا في الجامعة اللبنانية في كلية الحقوق – الفرع الأول منذ السنة 2014، فأدخل إلى الجامعة برامج تواكب العصر وروحيته.

في الحقل الإجتماعي، نشط في الكثير من الجمعيات والمنتديات.

سجّل حضورًا متألقًا في مجلس الأمناء لجمعية أصدقاء المكتبة الوطنية في بعقلين. وشارك في تأسيس التجمع الوطني للثقافة والبيئة والتراث.

لم يحصر حركته الرائدة في فلك الجمعيات المحلية، إذ أطلق في العام 2005 جمعية melimelo poitiers، بهدف تعزيز نشر اللغات الحيّة، وقد نجح من خلالها في استقطاب ما يزيد عن ٦٠٠ عضو من طلاب مدينة بواتييه سنوياً.

في إطار برامج التبادل الطلابي بين فرنسا ودول العالم، من اليابان شرقاً حتى شيلي جنوباً، مروراً بآسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية، نظّم العديد من النشاطات الترفيهية والتثقيفية والسياحية، في مختلف أنحاء فرنسا، في بُعد ريادي إلتزم به، وتحرك اتّخذ منحى دوليًا، في إطار من انفتاح حضاري متكامل.

إنطلاقاً من خلفيته الثقافيّة، سنحت له الفرصة في بواتييه لتعلّم أصول الرقص الشعبي المنتشر في غرب أوروبا (Dance TRAD) إلى جانب رقص الصالونات من: Salsa، Valse، Rock، Tango، Jive.

نجح في دمج الفكر الأوروبي بالثقافة الشرقية والأعراف اللبنانية، ليستنبط نموذجًا حضاريًا رائدًا جمع فيه روح العصر وفسيفساء التقاليد العربية الملقّحة بالغربية.

في شخصيته الجامعة بين الأفقين اللبناني والفرنسي، زاوج بين الفن والحريات والديمقراطية، من خلال تنظيمه ورش عمل عدّة في بواتييه في السنة 2002، مع جمعية بيكتاسيدر pictacèdres للتعريف بالألعاب الحرفيّة والآلات الموسيقية اللبنانية. فكانت ورشة عمل أولى لتعليم الجمهور الفرنسي صناعة طيارة القصب، وورشة عمل ثانية لتعليمهم صناعة المجوز والمنجيرة.

لم تكن برجا، محطة عابرة، أو مجرد مسقط رأس ومرتع طفولة، بل كانت ملهمته الأولى في حياته ونشاطه ورؤيته الإنسانية والوطنية، منها استوحى روح المثابرة وحكمة التدبير ولغة العطاء.

نشأته في قضاء الشوف، موطن التاريخ والأصالة، كان المحرك الذي صقل فيه روحًا مواكِبَةً للعصر من جهة، ومتمسكة بالقيم الحضارية من جهة أخرى، وثائرة دومًا على واقع الدمار وتداعياته.

وهنا تكمن خصوصية الرؤية النهضوية التي يحملها، والتي تجلّت عطاء ثقافيًا خصبًا.

في هذا الإطار، جاء اعتماده مستشارًا للشؤون الثقافية والفنيّة في الهيئة الإدارية للنادي الثقافي الاجتماعي في برجا، وانتخابه مديرًا فنيًا، مسؤولاً عن فرقة برجا للفنون الشعبية منذ ١٩٩٨. إلى جانب ترؤسه الجمعية الطلابيّة MÉLIMÉLO Poitiers-France من ٢٠٠٦ الى ٢٠١١.

كما أتى ترؤسه للجنة مهرجانات ليالي برجا وتوليه الإدارة التنفيذية في نسخاتها الثلاثة ٢٠١٢، ٢٠١٦ و٢٠١٧، ليترجما حرصه على رعاية الفكر والفن وتحرير المجتمع من براثن التخلف والرجعية، ومحاربة الجهل بإعطاء دفع قوي للثقافة.

سجل مع فرقة برجا للفنون الشعبيّة حضورًا متميزًا في مهرجانات محلية ودوليّة، تاركًا بصمته الخاصة في ابراز الوجه الحضاري للبنان عبر نوعيّة الخطوات الفولكلوريّة، والموسيقى والأغاني الأصيلة والملابس العريقة. فكان أنموذجًا للعطاء الملتزم بقضايا تنمية الإنسان، رائدًا في قيادة العمل الفني الراقي وفي تفعيل الثقافة التراثية على تنوعها وشموليتها.

هو من هواة التصوير التوثيقي، يهتم منذ السنة ١٩٩٧ بتوثيق أهم المناسبات العامة التي احتضنتها بلدة برجا. كما أنه يحفظ موسوعة من مقابلات مسجلة ومصوّرة أجراها مع أهل الفكر والعلم والشعر والحِرَف من أبنائها.

إنطلقت أولى تجاربه في العمل الثقافي من خلال عضويته في عدد من المنتديات المحلية. وقد شكّل مع الشيخ جمال بشاشة والفنان نبيل سعد وباقة من المهتمين، فريقًا متجانسًا تعاون على إصدار مطبوعة برجا الدورية.

بعد عودته الى لبنان في العام ٢٠١٢، نفّذ ضمن برامج النادي الثقافي الاجتماعي في برجا وبمشاركة من الحرفيين والهواة، ورش عمل متخصصة في تصنيع تيايير القصب، سبقت معرض تيايير القصب الأول الذي ضمّ اكثر من سبعين طائرة ورقيّة وأكبر طبق (بلغ ارتفاعه ٣،٢ أمتار).

في العام 2012، أعدّ بالتعاون مع المكتبة العامة في برجا وناديها الثقافي الاجتماعي، رالي بايبر برجا الأول، للتعرّف على تراث برجا وتاريخها ومعالمها ولهجتها. شارك فيه العشرات من مشاركين قدموا من كافة المناطق اللبنانية.

نظم في إطار اللجنة الثقافية في النادي الثقافي في برجا، في العام ٢٠١٣، برنامج المتفوقون، وهو عبارة عن دوري للمعلومات العامة بين ثانويات برجا الرسمية والخاصة.

لمع اسمه في حقول النهضة الفنية والفكرية والتنموية. حاور الأجيال الشابة ورافقها نصف قرن. بث فيها روح التعاون والتضامن، وفرض نوعًا من الجدية في العمل.

مسيرة طويلة وخطوات جبارة في زمن الانحدار الثقافي والفكري هيّأت لحركة نهضة صامتة ساهمت في إحاطة الواقع البرجاوي بهالة دفاعية صلبة وأسست لانطلاقة جديدة تنسجم مع تطور الحداثة من جهة وإرث قضاء الشوف الحضاري من جهة ثانية.

هو من العاملين على ترسيخ العيش المشترك من خلال التمايز الطائفي والتعددية الحضارية، فقد وطّد ولا يزال صداقات عميقة مع أصدقاء له من مختلف الإتجاهات، مطلقًا حركة ثقافيّة اجتماعية تفاعلت والبيئة اللبنانية المتعددة المشارب.

حضوره الريادي أكسبه ثقة مجتمعه ومحبة عارفيه.

تَدَرُّجٌ ثقافي عاشه في الربع الأخير من القرن العشرين، والعقدين الأولين من الحادي والعشرين، زرع في فكره المتنوّر بذور الحوار الحضاري الذي تتعايش مع نبضه الأنتلجنسيا اللبنانية منذ أن حملت لواء النهضة في العالم العربي.

تعرّف على شريكه في الإنسانية وتنشّق نسائم الانفتاح على العالم الخارجي وعلى روح العصر.

الدكتور خضر ترّو وجه إنساني كريم وخلاصة فكر عالمي الآفاق.

فارس التحولات الفنية.

هو الإنسان الإنسان والرجل العصامي والصديق الصدوق. رجل مبدئي رفض كل أنواع المساومات.

إلى ثقافته المنبثقة من روح الانفتاح الحضاري والتجذر الذاتي، جاءت المشهدية الدولية التي عاينها لتضفي على قناعاته في التمدّن مزيدًا من الحكمة والخبرة.

هو اكتناز معرفي يخوله الإسهام بجدية وموضوعية في مسيرة الإنماء والتطور والحداثة وقيادة مجتمعه في طريق نهضة شاملة تجعله يحاكي العالم المتمدن ريادة ونموًا وازدهارًا.

https://www.facebook.com/…/a.100895…/146849313892105/…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى