وجوهٌ من بلدتي

يونس علي الخطيب… مربٍ من الزمن الجميل

كتب الصحافي فادي حسن الغوش:

غيَب الموت اليوم 19 كانون الثاني 2012 المربي الفاضل والأستاذ القادر يونس علي الخطيب. الأستاذ يونس مثقف كبير وتربوي خبير. كان ناجحاً في حياته ومتفوقاً في علمه، نال الإجازة في الجغرافيا وتقدم لإمتحان الرياضة البدنية وتميز فيها، كما علَّم الرياضة البدنية.

تقدم لوظيفة في جامعة الدول العربية وتم قبوله، لكنه اختار سلك التعليم ودخل مديرية التعليم الثانوي في وزارة التربية والفنون الجميلة بصفة أستاذ ثانوي.

تولى إدارة ثانوية برجا الرسمية منذ تأسيسها عام ١٩٦١، وأثبت قدرة عالية في الإدارة التربوية، وكانت ثانوية برجا تحصد النتائج الجيدة وهذا ما ميَّزها كأول ثانوية في إقليم الخروب والجوار. واجه مشكلاتٍ جمه خصوصاً أثناء الحرب البغيضة.

وعندما كان يعالج المشكلات مع بعض التلاميذ المتحمسين لزج الثانوية في نشاطات حزبية أو آراء مختلفة، كان يجمع الطلبة في الملعب ويقول للجميع “ما حدا يعمل حالوا أبو علي. أنا أبو علي الصحيح…”.

صابر وعمل حتى غدت ثانوية برجا من الصروح التي يشار إليها بالبنان، بفضل إدارته الحصيفة وأبوته الرشيدة.

كان أباً لكل التلاميذ، يعاملهم باللين حيناً وبالشدَّة والحزم أحياناً أخرى… “إذا تطلب الأمر ذلك”… وظل على هذه الصورة حتى تقاعده عام١٩٨٧.

أبو علي من الرعيل الأول الذين وضعوا لمساتهم البانية في التربية والتعليم والنشاط الإجتماعي الذي يجمع ولا يفرق،  ويعمل على لمّ الشمل في كل المفاصل التي كانت تعيشها برجا وقرى الجوار.

كان يمارس عمله الرسمي ويعتني بالزراعة والري وصاحب القول المشهور ” من يعمل في الأرض يترسخ إيمانه بالله”.

ربّى عائلة فاضلة فيها المهندسون وأصحاب العلم والتربية.

ربطتنا بالعائلة أواصر الصداقة الأخوية، وأذكر عندما تعلمت قيادة السيارة توجهت إلى منزل أبي علي لزيارة الأصدقاء وعندما وصلت إلى باحة المنزل خرج من بين شتول الزرع، وعندما عرَفَ من الزائر، بادرني بالقول: مبارك قيادة السيارة، لكنها نصيحة أسديها لك: “ما تشفِّط أو تزمِّر. عليك الإنتباه من غيّرَك”.

كلما التقيت به كانت الذكريات والإرشاد ثالثنا.

سلام عليك أبا علي، أيها الأنسان الفاضل والأستاذ المتواضع، مثلّتَ الرسالة الإنسانية التي حملت، فكنت أميناً لما عملت وسلَّمت صرحاً تربوياً عريقاً تخرجت منه الأجيال التي تبوأت المراكز المرموقة.

غداً عندما نؤرِّخ لمسيرة التربية والتعليم في برجا والإقليم ستكون حتماً بصماتك الرائدة بين السطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى