برجا الآن

الدين والشباب والتطور في جامع برجا الكبير

كتب الأستاذ ربيع كمال دمج : شهد جامع برجا الكبير جلسة حوارية تحت عنوان ” كيف ينظر الشباب إلى الدين في ظل التطور العلمي” وذلك نهار السبت 7 أب 2010 الساعة السادسة مساءً في زاوية الجامع وأدار الحوار أ. ربيع كمال دمج .

شارك في الندوة :  د. هيثم حسن الغوش ، أ. حمزة علي دمج ، أ. محمد أحمد حويلا ، د. علي خضر حدادة ، أ. ناصر مصطفى البراج ، د. حسان دحام قموع ، م. مصطفى خليل حوحو ، حسين أحمد الغوش ، أ. محمد سليم الخطيب ، شفيق أحمد الشمعة ، محمد جلال الدين سعيفان ، أ. زينب سليم حمية ، فاطمة محمود الغوش ، هند محمود حمية ، أ. حمدة محمود الغوش ، سناء سليم حمية ، آمنة علي رمضان ، أ. عميرة عمر الخطيب ، مرضية مصطفى شبو ، خديجة حسين حمية ، م. محمد نزيه شبو ، أ. وسيم محمد كمال الخطيب ، م. جاد سهيل دمج ، م. أحمد علي دمج ، أ. داني جميل ترو ، أ. يونس ثروت الكجك ، د. حسام عمر دمج ، أ. مصطفى سليم الخطيب ، أ. أحمد رشيد دمج ، محمد حسين دمج .

في بداية الندوة رحّب شيخ الجامع الكبير في برجا جمال جميل بشاشة بالحضور ، فأكّد أن المسلم يجب أن تكون رسالته رسالة حضارية معتمدة على التقدم العلمي والأخلاقي ، وأن لا يكون صورة منفرة عن دينه ، مشيراً إلى أن خطاب الله لأمّة الإسلام : ” كنتم خير أمّة أخرجت للناس ” لها موجبات ، وهناك أشياء يترتب على المسلمين القيام بها وليس افعلوا ما شئتم أيها المسلمون وستبقون خير أمة وأن الإسلام لا يقوم فقط على الشعارات ويجب أن تكون رسالته حضارية . وشدد على أن تخلّف المسلمين الحضاري والعلمي اليوم أزرى بهم وهوى ، وأن هبوطهم الأخلاقي مزعج . وهذا ما يجعل الغرب يرى أن سبب هذا التراجع هو دين المسلمين ، وهو ما يجافي الواقع والتاريخ .

الجلسة الحوارية تضمنت محورين :

المحور الأول : التطور الذي شهده العالم خلال القرن الأخير . حيث قدّم ربيع دمج نبذة عن تطور الحضارات الإنسانية الذي توّج في النصف الثاني من القرن العشرين بعد إكتشاف النفط ، وبيّن التطورات الهائلة الحاصلة في مجال المواصلات والإتصالات والإكتشافات الطبية ، ثم طرح الإشكالية التالية ليتم التحاور حولها : كيف ننظر إلى المجتمعات الإسلامية ؟ ما هي الخطوات التي يجب إتباعها بدءاً بأنفسنا ؟

سناء حمية : أثنت على إختيار هذا الموضوع لأنه يدخل ضمن إهتمامات الشباب ، وأن على هؤلاء أن يهتموا بالعلم دون أن يهملوا الناحية الدينية .

شفيق الشمعة : إن المجتمعات الإسلامية هي مجتمعات إستهلاكية بمعظمها ، ويجب إستخدام سلاح النفط .

حسان قموع : رأى أن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية هي مشكلة الأنظمة السائدة فيها .

هيثم الغوش : بالنسبة للمجتمعات الإسلامية ممكن أن نأخذ ثلاثة نماذج : النموذج الأول: ماليزيا وهذا نموذج يستدعي أن نأخذ منه العبر لأن هذا البلد إستطاع النهوض وأصبح ضمن مجموعة الدول الصناعية خلال عشرين عاماً . النموذج الثاني : الخليج العربي وعلى وجه الخصوص دبي ، حيث رأس المال يجذب العقل البشري لتنفيذ أضخم المشاريع وأحدثها . النموذج الثالث : دول شمال أفريقيا وبلاد الشام وبلاد ما بين النهرين وهي دول إستهلاكية بإمتياز .

جاد دمج : لا يمكن أن نعتبر دبي كمثل عن المجتمعات الإسلامية وأن إيران يمكن أن تعتبر من المجتمعات الإسلامية الساعية إلى التطور .

أحمد علي دمج : لا يجب أن نستسلم لفكرة أن المشكلة تكمن في النظام ويجب أن نعمل أكثر على الفرد ونخلصه من الجهل .

زينب حمية : ممكن للفرد أن يبدأ بنشاط يؤدي إلى التطور لكن عندما يقترب من أهدافه يصطدم بمشكلة النظام .

آمنة رمضان : يمكن للفرد أن يؤثر بمجتمعه وذلك من خلال أن يبدأ بنفسه ثم بإخوانه وأصدقائه وهم يحذون حذوه ، بذلك يمكن أن نتحول من الفرد إلى الجميع ويصبح بإمكاننا التغيير .

حسين الغوش : المشكلة الرئيسية تكمن في حب النفس ويجب أن نقتدي بقول الرسول : لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه .

خديجة حمية : يجب أن نطبق الإسلام في مجتمعاتنا وهكذ يكون الطريق إلى التطور والتقدم .

محمد شبو : يجب تطبيق الإسلام كاملاً ولا نأخذه منقوصاً .

حسان قموع : أكد على أن الأنظمة السائدة تقف عائقاً أمام عودة الآلاف من الأدمغة إلى البلد الأم .

ربيع دمج : أعاد التخلف في المجتمعات الإسلامية إلى الظروف الصعبة التي مرت فيها من حروب وإستعمار وعدم الإستقرار .

هند حمية : حمّلت البعض من خطباء المساجد المسؤولية لأنهم لا يتطرقون في خطبهم إلا لمواقف تاريخية ولا يحثون الشباب المسلم على مواكبة التطور .

علي حدادة : يجب أن لا نضع كل اللوم على الأنظمة لأننا نحن نتحمل مسؤلية وجودها ” كما تكونوا يولى عليكم ” وأن الله سبحانه وتعالى قد أشار إلى أنه سوف نصل إلى هذه المرحلة بسبب بعدنا عن الدين ” وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ” .

حمزة دمج : المشكلة الرئيسية تكمن بأن الأولياء على الدين إبتعدوا عن العلم ولم يواكبوا التطور .

بعد إنتهاء المحور الأول كان شبه إجماع بأن معظم المشاكل تكمن في الأنظمة السائدة ويجب العمل على تحسين إمكانيات الفرد ونشر التوعية الدينية وحسن إستغلال ثروة النفط .

المحور الثاني : إعجازات علمية في القرآن الكريم بَيَنها لنا الغرب :

قدّم ربيع دمج هذا المحور بالقول : لا شك أن لكل رسول معجزات في حياته ، لكن الله سبحانه وتعالى أيّد سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام بمعجزة متجددة على مر الأزمان ، وهذه المعجزة هي القرآن الكريم . وقد وعدنا سبحانه وتعالى بحفظ هذه المعجزة في الآية التاسعة من سورة الحِجر حيث قال : ” إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ” . ولا شك أن القرآن الكريم يتجلى في زمن العلم حيث تم الإعلان عن إكتشافات علمية في شتى المجالات قد سبق ذكرها في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً .

وسنعرض بعض ما جاء من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في كل مجال. ثم قدّم عرضاً بالصور عن الإعجاز العلمي في مجال الفلك ، البحار ، الجيولوجيا وخلق الإنسان ، ثم طرح الإشكالية التالية : ما الذي منعنا من أن نكون السباقين إلى هكذا إكتشافات ؟ ما هي نظرة الشباب إلى الدين في ظل هذا التطور ؟

زينب حمية : لا يمكن أن نصنف هذه الإعجازات على أنها إكتشافات لأننا مؤمنون بها حتى ولو لم يتم تبينها لنا .

ريبع دمج : لكن تبينها لنا بشكل علمي مفصل يثبت أن القرآن الكريم هو معجزة كل الأزمان .

حسام دمج : الذي تم عرضه لنا هي أشياء نعلمها وأكدها لنا العلم ، ولكن مازلنا نراوح مكاننا .

شفيق الشمعة : تساءل عن عنوان المحور الثاني وقال : ليس هناك مشكلة بأن يبين غير المسلمين هذه الإعجازات .

آمنة رمضان : هذه الإثباتات تقوي إيماننا وتجعل البعيدين عن الدين يوقنون بأن هذا الكتاب هو كتاب الله وأن ديننا دين الحق .

هند حمية : يجب أن نشكر الغرب لأنه أثبت وبشكل علمي الإعجازات الواردة في القرآن الكريم .

محمد سعيفان : إن الغرب يحاول دون إنقطاع إظهار خلل في القرآن الكريم وقالوا : إنه لا يمكن إستعمال كلمة ” لا يحطمنكم ” لنمل لكن بعدما قاموا بتجارب عديدة وجدوا أن الزجاج هو المادة الرئيسية في تكوين النمل ويتخطى نسبة 70% ، وتبين أن ” لا يحطمنكم ” هي الكلمة الأمثل للإستعمال . أما في ما خص النظرة إلى الدين فرأى أن الدين هو الدين ولا يمكن أن ننتقص منه شيئاً .

حسين الغوش : إن الفرق بيننا وبين الغرب أنهم يجيدون التعامل مع المواهب ويعملون على تطويرها لهذا نجدهم متقدمين في المجالات العلمية والرياضية وغيرها .

محمد حسين دمج : بين الإعجاز العلمي في سورة التين حيث إن التين والزيتون يحتويان على مادة لها أكبر الأثر في إزالة أعراض الشيخوخة ، وأن التركيبة المثلى لهذه المادة هي نسبة واحد من التين إلى سبعة من الزيتون ، وهذه هي المرات التي تم ذكر هذه الأنواع في القرآن الكريم .

يونس الكجك : الإعجاز في سورة يونس فيما خص  جثة فرعون ” اليوم ننجيك ببدنك ” حيث تم إثبات بأن جثة فرعون مازالت موجودة وأنه مات غرقاً .

حسان قموع %3

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. بسم الله الرحمن الرحيم الى المشاركين في هذا اللقاء هذه مقتطفات من ابيات شعر للامام الشافعي لنعرف ان ائمة المسلمين كانوا بحق علماء دنيا ودين .
    سهري لتنقيح العلوم الذ لي من وصل غانية وطيب عناقي
    وصرير اقلامي على صفحاتها أحلى من الدوكاء والعشاق
    والذ من نفر الفتاة لدفها تقري لالقى الرمل عن اوراقي
    وتمايلي طربا لحل عويصة في الدرس اشهى من مدامة ساق
    وأبيت سهران الدجى وتبيته نوما وتبغي بعد ذلك لحاقي

  2. الله يبارك فيكن يا شباب وانشالله هيك اجتماعات ولقاءات بتضل مستمرة ودايمة كرمال نخلي برجا تطلع من الصورة السوداء والغير حقيقية ياللي بيشوفنا فيها جزء من اللبنانيين

  3. أحببت أن أبدأ بالشكر عوضاً عن التحية وذلك لمئ قلبي بالسرور والفخر،

    فلا أسطتيع سوى الترحاب والتهليل لمجرد معرفتي بحصول هكذا ندوات وجلسات تجمع نخبة من شبابنا الحضاري والذي به ،نتقدم ونعلو بانفسنا أولاً ومن ثم باجيالنا واولادنا غداً.

    دمتم لبرجا، واستمروا علي بأن اشارك معكم فالمستقبل،…

    أحمد رمضان (باريس)

  4. أحببت أن أبدأ بالشكر عوضاً عن التحية وذلك لمئ قلبي بالسرور والفخر،

    فلا أسطتيع سوى الترحاب والتهليل لمجرد معرفتي بحصول هكذا ندوات وجلسات تجمع نخبة من شبابنا الحضاري والذي به ،نتقدم ونعلو بانفسنا أولاً ومن ثم باجيالنا واولادنا غداً.

    دمتم لبرجا، واستمروا علي بأن اشارك معكم فالمستقبل،…

    أحمد رمضان (باريس)

  5. نتمنى ان تستمر زاوية جامع برجا الكبير ملتقى للشباب والشابات والفكر الناشئ، ونتمنى لأجيال برجا الصاعدة مستقبلا” أفضل يوازيه ممثلين سياسيين أكثر معرفة بالله والحق.
    بارك الله بك أخ ربيع دمج وزادك الله من علمه، ولكن للأسف لا مكان للمفكرين والموهوبين في برجا هذه الأيام …

  6. السلام عليكم . لقد كانت محاضرة جميلة ألقاها علينا الأستاذ ربيع دمج بأدائه المتميز ، وبراعة إدارته للحوار ، وأسلوبه الشيق .

    الإسلام دين العلم فأول آية نزلت من القرآن ، تأمر بالقراءة التي هي مفتاح العلوم قال تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق ، اقرأ وربك الأكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ) العلق

    وقد حذر الله كل مسلم من القول بلا علم فقال سبحانه : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ) الإسراء

    وللعلماء في الإسلام منزلة شريفة تعلو من سواهم في الدنيا والآخرة قال تعالى : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) المجادلة

    والإسلام يدعو إلى طلب العلم , وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وبين فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وأن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ًو لا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر وأخبر عليه الصلاة والسلام أن طلب العلم طريق إلى الجنة فقال صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ) رواه البخاري

    وأفضل العلوم على الإطلاق , علوم الشريعة التي يعرف بها الإنسان ربه , ونبيه ودينه , وهي التي أكرم الله بها رسوله وعلمه إياها ليعلمها الناس : ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) آل عمران

    وقال عليه الصلاة والسلام : ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) متفق عليه أخرجه البخاري

    ولا خير في علم لا يصدقه العمل ولا في أقوال لا تصدقها الأفعال : ( يا أيها الذين آمنوا لم َ تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) الصف

    والأمة تحتاج إلى العلماء في كل زمان ومكان وأمة بلا علم ولا علماء تعيش في الأوهام وتتخبط في الظلمات إذا تعلم الإنسان ما شرع الله , ومن كتم هذا العلم , وحرم الأمة منه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة واستحق اللعنة إلا من تاب كما قال سبحانه : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ) البقرة

    وأن الله تعالى جعل المخلوقات التي خلقها آية ودليلاً على كمال عظمته وجلاله وكبريائه وكمال قدرته سبحانه، ودعا… عباده إلى التفكر فيها وتأملها مثل قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ .

    لأولي الألباب. أي: لأهل العقول الذين يتعقلون ويتأملون فيها، ويعرفون بذلك دلالتها على من خلقها؛ وذلك لأن المخلوقات يُتأمل فيها ويستدل بها على الخالق حيث إن الخالق سبحانه نصب الآيات، والدلالات لعباده ؛ ليستدلوا بها على عظمة الخالق، وإذا عرفوا ذلك عرفوا أنه أهل أن يُعبد وأهل أن يُحمد، وعرفوا أنه تعالى قادر على كل شيء لا يعجزه شيء .

  7. لا يسعني الا ان اشجع مثل هذه اللقاءات الثقافية بكلمة طيبة شاكرة فيها الاستاذ ربيع دمج ومتمنية له دوام التوفيق…كما ادعو شباب برجا بالإستمرار في متابعة هذه اللقاءات والاستفادة منها قدر المستطاع و كذلك التباحث بكل ما هو جديد لمواكبة التطور و كيفية التعاطي معه بما يخدم واقعنا وثقافتنا وازدهار مجتمعنا.

زر الذهاب إلى الأعلى