برجا الآن

برجالونا إلى الملعب بلائحتين !!

كتبت مهى زراقط في جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 28 نيسان 2010 تقول : اتصال مسائي من رئيس الحكومة سعد الحريري، ولقاء بين ممثلي ” المستقبل ” و” الجماعة الإسلامية ” أوقفا إعلان الأخيرة لائحتها أمس في برجا ، من دون أن يعني ذلك تقدّماً على خط التوافق القائم حتى الساعة بينها وبين ” الاشتراكي ” فقط ، فيما يخوض ” الشيوعي ” المعركة مستقلاً .

اللافتة الزرقاء على الأوتوستراد الساحلي تحمل اسم برجا بالحروف اللاتينية .  محبّو كرة القدم وجدوا في الاسم فرصة للتعبير عن تشجيعهم لفريقهم المفضل ، فأضافوا إليه حروفاً تؤلف كلمة ” لونا ” ، وصارت برجا تستقبلك بلافتتها المميزة:   Barja…lona .  إشارة تعطي الإنطباع بأن البلدة تعيش في أجواء الدوري الأوروبي ، فتتوقع أن تجد أعلام الفرق الأوروبية فيها ، أو ربما أعلام الدول المشاركة في مباريات كأس العالم ، وخصوصاً أن سماءها وجدرانها مليئة باللافتات والصور .  قد تستبعد فكرة أن تكون تلك اللافتات والصور انتخابية ، وخصوصاً أنه لا مظاهر انتخابية في غيرها من القرى المجاورة ، لولا أنك تدخل ما يسمّيه أهل المنطقة هنا ” العاصمة السياسيّة لإقليم الخروب ” بسبب كثرة الأحزاب فيها وغياب الطابع العائلي عن انتخاباتها . هنا ، المعركة حامية في انتظار التوافق الذي تتناقص حظوظه يوماً بعد يوم ، بل ساعة بعد ساعة .  وربما كان العكس هو الصحيح ، على قاعدة « اشتدي أزمة تنفرجي » .  لا إجابة واضحة لدى أهالي البلدة ، الذين يتنافسون في الإدلاء بآرائهم ومعلوماتهم الانتخابية ، على عكس ما قد نراه في بلدات أخرى .  والطريف أن معظم هذه المعلومات تأتي متشابهة ، رغم اختلاف انتماءات ناقليها السياسية . المعلومة أمس ، كانت عن اتصال أجراه رئيس الحكومة سعد الحريري بالجماعة الإسلامية ، وعن وساطة طُلب من الوزير غازي العريضي القيام بها لتأليف لائحة توافقية ، بعدما باءت المحاولات السابقة بالفشل .

كلّ من تلتقيه في الساحة يخبرك عن هذا الإتصال الذي جعل « الجماعة الإسلامية » تؤجل إعلان لائحتها ، رغم أنه كان مقرّراً أمس ، لأنه ” يمكن يرجعوا يتفقوا ” . الأطراف المعنيون بالإتفاق ثلاثة : الجماعة الإسلامية ، التي تعدّ الطرف الأقوى ، وهي التي ربحت المجلس البلدي في استحقاقي 1998 و 2004، تيار المستقبل ، والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يدير مفاوضاته ابن البلدة النائب علاء الدين ترّو . ويروي الأهالي ، كما المرشحون الذين إلتقيناهم ، قصة واحدة لمحاولة التوافق : عرض تيار المستقبل مجلساً بلدياً ينقسم إلى 7 للجماعة الإسلامية ، 7 للمستقبل و 4 للاشتراكي ، لكن الجماعة رفضته وعدّته مجحفاً ، علماً بأن اللائحة التوافقية ، إن خرجت بهذه الصيغة فستلقى معارضة من بقية الأحزاب والعائلات ، لأنها تختزل البلدة ، يقول شبان تجمعوا أمام أحد المحالّ . ” هبطت العملية لأن الكلّ بدو ياكل من الجبنة ” ، يقول المدرّس المتقاعد مصطفى الزعرت .

يضيف : « أهل برجا طول عمرن بياعين متجولين . مكارية يعني. بيعرفوا الحمار المنيح من اللي مش منيح » . هذا لا يعني أن الخيار سهل في البلدة ، التي لا يبدو الزعرت مستعداً ليعمل فيها « حتى نبي » يقول ممازحاً في إشارة إلى كثرة المرشحين . يشير لحام رفض ذكر اسمه إلى صورتين معلقتين على جدار محلّه ، ويقول : « انظروا… عندنا ابن ترشح ضد والده » . الصورتان تعود إحداهما إلى عمر أحمد دمج ، والثانية لأحمد عمر دمج ، المرشحَيْن لمركز مختار .  يتدخل شاب آخر ويقول إنهما ليسا أباً وابنه ، بل عمّ وابن شقيقه .

لكن الخلاصة المطلوب استنتاجها واحدة : هي المرة الأولى ربما التي تشهد فيها برجا هذا العدد الكبير من المرشحين ، سواء للبلدية أو للمخترة .  فقد وصل العدد ، بعد انتهاء مهلة الانسحابات ليل أول من أمس إلى 53 مرشحاً يتنافسون على 18 مقعداً بلدياً ، و15 يتنافسون على ثمانية مقاعد للمخاتير . يستمرّ محمد في تقديم نشرته الانتخابية بناءً على ما يحمله جدار محله من صور وشعارات. يقول : « الجماعة الإسلامية والشيوعي سيتحالفان » . دليله على ذلك هو أن « الطرفين لا يتصوّران » .  بالفعل لا صور للجماعة الإسلامية ، فيما اكتفى مرشحا الحزب الشيوعي بطباعة أوراق تحمل اسميهما .  الدليل الثاني هو احتمال نجاح الاثنين : « برجا بتعطي الجماعة ، والدكتور مالك بيطلع لأن اللي ما معو مصاري بيتحكم عندو ببلاش » ، يقول أحد الشبان . غير أن ما اعتقده الشابان نكتة ، لم يكن بعيداً عن التصديق في ظل محاولات جدية كانت قد جرت للتحالف. ويحكي نائب رئيس البلدية عبد الناصر غزيّل ، ممثل الجماعة الإسلامية ، عن اتصال أجراه مع الشيوعي خلال محاولات التوصّل إلى توافق شامل ، وكانت الأجواء خلاله إيجابية ، ” لكن بعد انفراط التوافق الشامل ، وجد الشيوعي حرجاً في أن يكون التوافق ثنائياً ، وفضّل البقاء منفرداً ، علماً بأننا أبلغناهم أننا سنختار الآدمي ” . ــ هل يعني هذا أنكم ستتركون مقعدين شاغرين على لائحتكم كما يشاع ؟ ــ لا ، لم يعد هذا الأمر وارداً الآن . السبب وجود مرشح قوي في البلدة ، هو المدير السابق للجمارك ، حسن غصن ، الذي يعدّ العدة لتأليف لائحة منافسة للائحة الجماعة .  محاولة مماثلة كانت قد جرت أيضاً بين الشيوعي وغصن ، لم تنته إلى توافق . السبب ، يقول أحد مرشحَيْ الحزب الشيوعي ، مالك حدادة ، يعود إلى أن ” غصن يريدني مستقلاً ، وهذا ما لا أستطيعه ، لأني في النهاية إنسان حزبي ، وحزبي هو من رشّحني أنا وزميلي ” . أما عن التوافق ، فيرى حدادة أنه يجب أن يكون مع جميع الأطراف من دون استثناء ، « وإن كان سير المفاوضات إلى اليوم يشير إلى اتجاه الجماعة الإسلامية لخوض الانتخابات بلائحة منفردة ” .

عندها من المرجح تأليف لائحتين مواجهتين للائحة الجماعة ، واحدة يتجمع فيها المستقلون والمنفردون ، ولائحة يرأسها غصن الذي يرى أن المعركة ستكون بين تيارين : « تيار سياسي تمثله الجماعة الإسلامية ومن قد يتحالف أو يتوافق معها ، وتيار إنمائي .  ستكون معركتنا ضد ممارساتهم » ، يقول : هو لا يدخل في تفاصيل المعركة الانتخابية ، بل يستفيض في شرح أهدافه من الترشح ، وخصوصاً أن « أهل مكة أدرى بشعابها » ، والمطلوب من أهالي البلدة اختيار أشخاص مؤتمنين وفاعلين ، مستشهداً بالآية القرآنية ” إن خير من استأجرت القويّ الأمين ” . يبدو الاستشهاد بالآيات القرآنية في معركة يخوضها الرجل في مواجهة ” الجماعة الإسلامية ” مدروساً ، تماماً كما اختياره هو لرئاسة اللائحة المواجهة .  فالرجل يقول إنه مستقلّ ، وترشح تلبية لرغبة شباب البلدة الراغبين في التغيير بعد 12 سنة من تسلم الجماعة الإسلامية للبلدية ، في وقت يشير فيه أكثر من شخص إلى وقوف « تيار المستقبل » خلفه ، وذلك في مواجهة تحالف قد يقوم بين مرشحي الاشتراكي والجماعة الإسلامية ، يهمس لنا أحد الموظفين في البلدية .

يعزّز هذه الفرضية بيان « ملغوم » وزّع أمس ، جاء فيه أن « الاشتراكي » اتخذ قراراً بسحب مرشحيه الأربعة من الانتخابات ، ما تبيّن أنه غير صحيح . الطرف الأقوى في البلدة ، أي الجماعة الإسلامية ، لا ينفي أن التواصل لا يزال قائماً إلى اليوم مع الاشتراكي « الأكثر وضوحاً في عملية التفاوض من المستقبل » ، يقول نائب رئيس البلدية عبد الناصر غزيّل . لكنه يشير إلى أن دخول الحريري مباشرة على الخط أول من أمس من خلال اتصاله ، ثم اللقاء الذي جرى أمس بين ممثلي الطرفين ، قد يحملان إشارات إيجابية « إذا لم يكن الأمر من قبيل المماطلة » ، محذّراً من أن المماطلة « قد تقلّص من الحصة التي سيجري الاتفاق عليها بيننا وبينهم ، لأننا يوماً بعد يوم نرتبط بمرشحين آخرين وقد لا يعود بإمكاننا التراجع عن اتفاقاتنا » . غزيّل الذي يؤكد رغبة ” الجماعة ” في التوافق ، يشدد على ضرورة أن لا يمسّ هذا الأمر بالقدرة على اتخاذ القرار ،  من خلال تعطيل بقية الأعضاء للمجلس البلدي ” وهذا ما حاول المستقبل والاشتراكي القيام به من خلال اقتراحهم المجحف .  نحن ربحنا البلدية مرتين ، ولدينا قاعدتنا ، لذلك نحن نتفاوض من منطلق أننا نريد أن يكون الرئيس محمياً ، أي النصف زائداً واحداَ ” . ويؤكد غزيّل وجود لائحة كاملة ، ولا يخفي تخوّفه من فخّ اللائحة الثانية التي ” يرأسها غصن ويدعمها النائب محمد الحجار . هل نتوافق مع المستقبل فنعطيَهم أصواتنا في التوافقية ويأخذوا المزيد في اللائحة الثانية ؟  نحن نحاول أن نكون حذرين في هذا الأمر ” .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ان شاء الله الفوز سيكون كاسح للائحة الجماعة الاسلامية لائحة النزاهة والشفافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى