قل كلمتك

يسرقون أعمارنا ثم يعتدلون !

كتب الأستاذ خلف الحربي في جريدة عكاظ السعودية : ” سيدة في أواخر العمر تسأل الله حسن الخاتمة، تتذكر دائما أنها حين كانت شابة جميلة سمعت من أحد المشايخ – وكان قريبا لها – أن الصور الفوتغرافية حرام، فأحرقت صورها وصور أولادها الذين كانوا صغارا، وبعد عشرين عاما من هذه الحادثة أصبحت تفتح الجرائد فتجد صورة هذا الشيخ في كل مكان، فهمت أن هذا الشيخ تراجع عن فتواه المتشددة أو (المتسرعة) ولكنها لا تعرف كيف تستعيد ذكريات الزمن الجميل التي أحرقها الشيخ قبل اعتداله ! .

رجل في منتصف العمر استمع قبل أكثر من عشرة أعوام إلى محاضرة من شيخ مشهور جاءهم في الشرقية ليحذرهم من خطر القنوات الفضائية على الأمة، فتحمس بعد المحاضرة ليدس الأوراق التحذيرية من تحت أبواب جيرانه الذين تحتوي بيوتهم على أطباق لالتقاط البث الفضائي، وكانت صدمته كبيرة حين وضع أخوه الأكبر (دشا) في البيت، فتعارك معه وقال له كلاما معيبا جدا، وهو اليوم يشعر بخيبة الأمل لأن ذلك الشيخ نفسه يظهر في برنامج في أسوأ هذه القنوات – من وجهة نظره – مقابل عقد يفوق المليون ريال!

رجل آخر – في منتصف العمر أيضاً – ترك وظيفته المرموقة في البنك حين نقل له أقرباؤه أن الكثير من المشايخ يقولون إن راتبه حرام، وهو يعمل اليوم في وظيفة بائسة ويضحك بعمق على نفسه لأن أغلب هؤلاء المشايخ أصبحوا أعضاء في الهيئة الشرعية للبنك الذي تركه في شبابه!

قد يكون سبب عودة الشيخ – أي شيخ – عن فتاواه ومواقفه المتشددة وتحوله إلى شيخ وسطي معتدل، أنه راجع أفكاره ووجدها متسرعة وحماسية أكثر مما يجب، أو أنه شعر بأن هذه الأفكار المتشددة لا تساعده على الاستمتاع برغد العيش بعد تغير أحواله، ولكن المشكلة ليست هنا، بل في ظهور شيخ جديد يريد أن (يكون نفسه) فيتشدد ويحتسب ويوتر الأجواء ويعطل التنمية حتى يصبح نجما لامعا ويتبعه خلق كثير فيعتدل ويصبح وسطيا ثم يقدم برنامجا تلفزيونيا يدعو فيه إلى التسامح والتآخي ..
وهكذا ( من يد نشيط بيد نشيط ) !

أنتم اليوم لا تحتاجون أكثر من ورقة بيضاء وقلم كي تكتبوا على وجه الورقة أسماء عشرة مشايخ كانوا متشددين ثم اعتدلوا بعد أن سرقوا عشرين عاما من أعمارنا، ثم تكتبوا على ظهر الورقة أسماء عشرة مشايخ يقودون موجة التشدد هذه الأيام وإذا أحياكم الله بعد عشرين عاما سوف تجدون هؤلاء المتشددين أصبحوا ينافسون أصحاب القائمة الأولى على الاعتدال والوسطية بعد أن أصبحوا من سكان القصور.. أما أنتم فليس لكم إلا العناء والتحسر على العمر الضائع، والبحث عن مبررات لاعتدال الشيخ المرموق مثلما بحثتم عن مبررات لتشدده، ولكن عليكم أن تضعوا في الاعتبار أنه من أجل هذا الأمر فقط حارب الإسلام فكرة الوسطاء ! ” .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. فلنكن نحن المطلعين ولا ننتظر الفتاوى من الأخرين
    وإن أسؤا أنواع الجهل هو جهل الدين

  2. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانام سيدنا محمد(ص) شكرا لوضعكم هذه المقالة المعبرة والهادفة فانها تنبهنا الى عدم التشدد بما ليس هو ثابت عن النبي (ص) وتركه بعد برهة من الزمن ويعودني بالذاكرة بموت 270 حاجا في مرمى الجمارات وطئا بالاقدام في الزحام الهائل على الرمي بعد الزوال في ثاني ايام التشريق مع العلم ان الكثير من الفقهاء يفتونبالرمي قبل الزوال واليوم من افتى سابقا بالرمي في اوقاته يفتي ان الرمي يصح من الشروق حتى منتصف الليل مع ان الني(ص) ما سئل عن امر يوم الحج الا قال( افعل ولا حرج ) وقد اجاز الرمي قبل الزوال ثلاثة من الائمه الكبار فقيه المناسك عطاء و فقيه اليمن طاووس والباقر محمد ابن علي بن الحسين (رض) سامح الله المشددون في غير موضع التشدد رحم الله الحجاج . وانني اوضح للاستاذ ربيع لو سمح لي انه يجب ان ناخذ بالفتاوى وان الكثير من الفتاوى هي لمصلحة الامة وارشادهم فلا خاب من استشار , واشاركه الراي ان اسوء انواع الجهل هو الجهل في الدين , بارك الله فيكم شكرا ebaja >

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى