برجا الآن

على العهد يا أستاذ مناف

كتب الأستاذ خالد حسن الشمعة : غيّب الموت أخاً عزيزاً أحببناه ، وكبيراً بيننا احترمناه ، ومعلماً بجلناه ، ورفيق درب وثقنا به واختبرناه . إنه الأخ الأستاذ مناف مصباح البراج . عاش حياته مربياً فاضلاً ، ومناضلاً مخلصاً ، ومسالماً شعاره ” إدفع بالتي هي أحسن ” .

مارس التعليم بشغف وحيوية واندفاع ومثابرة ، تتلمذت أجيال وأجيال على يديه وأيادي زملاء له مهدوا السُبل والنجاح .

أخي مناف … تقاعدت باستقالة لترتاح من عبء التربية والتعليم ، فأعياك ظلم وداء ، فصبرت عليهما بنضارة وعنفوان ، وبإيمان وجلد ، فلم أستطع حينها القول فيك وكيل المديح كما أكرمت زملاء لنا تقاعدوا تباعاً ، حيث أجد نفسي في يوم تأبينك وقد عجزت القوافي وقلّت العبارات .

أخي أبو محمد … ترافقنا معاً في التعليم ، وتعاهدنا معاً في الولاء ( إن العهد كان مسؤولاً ) ، والتزمنا معاً طريق الإنتماء للوطن الواحد الموحد ، والإنتماء للأمة التي فضلها رب العالمين على سائر الأمم بإسلامها وعروبتها .

فكنت حنيفاً مسلماً ، مؤمناً وعروبياً أصيلاً ، ناصري التوجه والنسب ( فالناصرية أصبحت نسباً ) .

أخي مناف … فتحت قلبك وذراعيك لكل أخ ، كما فتحت دارك حيث كان مركز التلاقي لأخوة أحباء ، نشطاء من أجل  قضية الأمة ورفعتها ، ومن أجل الخط العروبي التوحيدي الناصري ، فكانت باكورة اللقاء الأول ، تشكيل لجنة العمل الجماهيري الناصري عا 1971م في برجا ، ضمت نخبة من أبناء هذه البلدة الطيبة ، وتلاقت مع ناصريين آخرين تعززت مع اتحاد قوى الشعب العامل ريادة وأصالة في الانتماء الوطني والقومي ، وتعزيزاً للإيمان بالله ورسالاته السماوية السمحاء .

أخي مناف … صادقت فصدقت ، وعاهدت فوفيت والتزمت فأخلصت ، وزاملت فتضامنت ، وناضلت فأحسنت .

عشت شفافاً ، نظيف الكف والقلب واللسان ، كارهاً عنف السلاح وابتزاز المال ، فما أرهبتك بندقية ولا تزلفت لدينار أو دولار ، وما مسحت جوخاً لأحد ، كنت صريحاً جريئاً شهماً ، متطوعاً من أجل المبادىء التي التزمت بها .

كنت يا أخي تشد من أزرنا وعضدنا وبقيت نصيراً لنا ، متضامناً غيوراً ، محباً ، حنوناً وقنوعاً .

لقد أصابك جزء من آلام النبي أيوب ، فصبرت وكابدت تعض على الجراح بإيمان وحمد لله رب العالمين إلى أن رحلت عنا .

فنم قرير العين في مثواك الأخير ، مطمئناً على ذريتك التي بارك الله فيها ، وعلى إخوانك وأصدقائك الذين يحملون عهدك ومحبتك وحنانك .

في جنان الخلد يا أبا محمد ، وإنا لله وإنا إليه راجعون … ( ألقاها الأستاذ الشمعة في ذكرى ثالث الأستاذ مناف البراج المتوفى يوم الإثنين 11 تموز 2011 ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى