قل كلمتك

حكاية البلد الصغير والفريقين

كتبت أ . زينب سليم حمية : زعموا أنّه كان يعيش في بلدٍ صغير فريقان كبيران : الفريق الأوّل يحب أن يحمي بلده والثاني كان لديه الإهتمام نفسه ، لكنهما ضعيفان وعلى حماية بلدهما غير قادرين ، فكانا يطلبان المساعدة من بلدان أخرى .

في فترة ما ، تمكّن كل من الفريقين أن يساعد بلده بشيء ما ، إلّا أنهما ظلّا وَهِنين ! فالأول يتهم الثاني بإفشالِه وكذلك يفعل الثاني …راحا يتنافسان , وكل فريق ٍ منهما بدأ يُلقي الضوء على أخطاء الآخر و عيوبه ويُلهي الناس بها ، دون إبراز نقاط قوّته و إيجابياته .

صار الفريقان يتقاتلان … و صُرعت الناس بينهما كالغنم ! منَ الناس منْ تعاطف مع الأوّل , ومنهم مع الثاني … وانشغلت الناس عن حاجاتها و همومها وأخذت تتراشق الكلام المُسيئ بحق بعضها البعض بهدف الدفاع عن فريق دون آخر .

إنغمست الناس في جدل عقيم وتعصّبٍ أعمى ، حتى استيقظ بعضهم ذات صباح ليكتشفوا خراب بلدهم , فقد خلا البلد من الماء و اختفى النور وتضاعفت أسعار المأكولات و الملبس …

كل ذلك حصل ، لأن الفريقين طلبا المساعدة من الخارج و نسيا شيئاً مهماً , لقد نسيا أن يتساعد ا!

صَحا بعض الناس من غفوة الأحداث ، و ظلّ كثيرون منهم في ضلال … يصفّقون لفريقهم عندما يعتلي المنابر , وكلّهم أمل بمستقبل مشرق ينقذهم من الفقر والترحال .

لسوء حظهم ، كان كل فريق يعمل لصالحه . وهكذا ظلّ كل فريق يوهم الناس أنّه إذا استلم الحكم سيُعمّر البلد .

لا ثقة لفريق بآخر ، بل كانت حياتهم مباراة كبرياء وتعالٍ و تشكيك . لم يتفاهما بالحوار , وكان كل فريق يهدد الآخر بالدمار إذا لم يحقق الإنتصار .

أعمى كرسي السلطان عينَي ْ الفريقين ، و بقي الإثنان يعرقلان أعمال بعضهما ويتبادلان الإتهامات و الشتائم ، و أقسما أن لا يترك أحدهما الآخر يستمتع بالحكم .

كلُّ هذا و باقي الناس لم تستفق بعد ! حتى بعد أن بَهَت لون الفريقين !

ظلّت الناس منقسمة باُنقسام الفريقين ، لا سلام لشعب و لا لحكام …

إلى أن أتى يوم ، أحسّ فيه الناس بالإختناق ، فأدركوا جميعاً أنهم كانوا ضحية الوهم ! حينها ، تدفّقوا كجيش متناغم من النمل إلى وسط البلد ، و أعلنوا الثورة على الفريقين وطالبوهما بالرحيل .

فرّ الفريقان من البلد فحكمَه عُقلاؤه الصالحون الذين فرضوا نظامَ حكمٍ جديد يمثّل رغبة كل فرد . وأكّد الشعب يومها أنه لن ينخدع مرة أخرى .

أصبح البلد بعدها آمناً … و يعجّ بالعمران ! فتأثّرت البلدان المجاورة بازدهاره وراحت تحذو حذوه ، بمساندته فتماسكت تلك البلدان وأرهبت أعداءها ، و عمّ السلام على جميع أراضيها .

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. التعاون سر النجاح….فكيف بالانقسام سيكون الفلاح…
    حكاية البلد الصغير هي نفسها حكاية كل يوم…حكاية بلد..بلدة..قرية,,مجموعة, بيت..حكايتك هي اسقاط الواقع في قصة مع فارق وحيد..ان الحكاية انتهت بالحل والأصلاح انتشار الأمن والسلام…اما الواقع فبقيت حلوله محبوسة في كلام كثُرت افواهه..وتعددت مصادرة..ولم يُنفّذ…
    لكن…في بلدتي برجا أرى بصيص أمل ينبثق من روح الشباب..اتمنى ان لا يضّل طريقة ليصل الى النهاية السعيدة…

    زينب ..انتظر قصتك القادمة…الى الأمام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى