برجا الآن

نتائج إنتخابات بلدية برجا لا تعني الاستسلام

صدر عن المكتب الإعلامي للجماعة الإسلامية البيان التالي : ” اجتاز اللبنانيون استحقاق المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان . وعلى الرغم من أنّ توافق العائلات والأحزاب كان سيّد الساحة ، ممّا خفّف من حدّة الصراع في مختلف أقضية الجبل، فإنّ العائلات اختلفت وتباينت آرؤاها، ودفعت الأحزاب نحو تحالفات غريبة عجيبة تجاوزت كلّ التوجّهات السياسية، ممّا جعل الإقبال على صناديق الاقتراع يقارب الستين بالمئة من حجم الناخبين .
وبما أنّ إقليم الخرّوب هو المنطقة المسلمة (السنّية) الوحيدة في الجبل، فقد تركّزت فيه مشاركة الجماعة، وأمكن الوصول في معظم البلدات والقرى إلى تفاهمات مع القوى الحزبية (المستقبل والتقدّمي الاشتراكي) والعائلات، ممّا ضمن مشاركة في انتخاب البلديّات والمخاتير أنتجت تمثيلاً مقبولاً، خاصّة أنّ المواجهة البلدية لم تكن حزبية ولا سياسية، وإنّما عائلية بامتياز. وقد فاز في شحيم ثلاثة إخوة ونصير واحد، وفي كلّ من داريّا وحصروت وعانوت وسبلين اثنان في كلّ قرية، وفي كترمايا فاز رئيس البلدية السابق، وأخ في بعاصير. لكن المعركة الحاسمة كانت في برجا، حيث فشلت جهود التوافق في الوصول إلى لائحة موحّدة في ظلّ إصرار الإخوان على أغلبية واضحة تضاف إلى رئاسة المجلس البلدي. وكانت كلّ المؤشّرات في الساحة الشعبية توحي بتفوّق لائحة الجماعة المدعومة بممثّلي العائلات، لكن المال الانتخابي وتحريك قطاع الموظّفين (في أجهزة الأمن بصورة خاصّة)، جعل المواجهة تأخذ بعداً آخر .

لقد حرص الإخوان في برجا على أن تكون المواجهة في إطارها البلدي والعائلي، لكن الطرف الآخر (تيّار المستقبل) اعتبرها عنواناً لمعركة كسر عظم على مستوى الإقليم والمحافظة (جبل لبنان)، فأفرز لها قدراته المالية ونفوذه السياسي، وخاضها تحت عنوان الاعتدال ضدّ الأصوليّة والتطرّف، مع أنّ الجماعة في برجا (أو سواها) ليست محلّ اتهام في هذين الميدانين. وبعد إعلان النتائج الأوّلية، تبيّن فوز لائحة “المستقبل” بمعظم المقاعد، وفاز من لائحة الجماعة أربعة فقط، ممّا جعل الرئاسة والأغلبية لدى لائحة المستقبل. وعلى الرغم من أنّ المال والسلطة كان لهما الأثر البارز في المواجهة الانتخابية، إلاّ أنّ الواجب يقضي بأن تراجع الجماعة أداءها في الساحة الانتخابية والدعوية. فقد كانت الجماعة تمسك بمقدّرات بلدية برجا منذ سنوات، وعلى الرغم من الحرص على خدمة الناس ورعاية مصالحهم، إلاّ أنّ الإنجازات كانت دون المستوى المطلوب، ولذلك أسباب أهمّها أنّ عنصري السلطة والتمثيل النيابي لم يكونا في يدها، وبالتالي فإنّ الحصول على الخدمات وعملية تمويلها لم يكونا متيسّرين للمجلس البلدي. يُضاف إلى ذلك أنّ المجلس البلدي السابق الذي يمثّل توجّهاً إسلامياً واحداً، لم يكن موحّداً باستمرار، واستطاعت الحساسيّات الشخصية والسياسية التسرّب إليه، ممّا عطّل أداءه لفترة طويلة .

لكن رغم كلّ هذا، استطاعت الجماعة ترشيح لائحة كاملة، من رجالها وممثّلي العائلات، وأن تحوز أصواتاً لائقة.. بينما الحزب الشيوعي مثلاً، مع أنّ برجا هي بلدة أمينه العام (خالد حدادة)، فقد رشّح الحزب أخاه (مالك حدادة) وحزبياً آخر فقط، ولم ينالا أصواتاً تستحقّ الذكر. هذا لا يعني الاستسلام لما تحقّق وإنّما إلى مزيد من العمل الدعوي والجماهيري، وإلى دراسة وتحليل كلّ ما جرى، من أجل سدّ الثغرات ومعالجة جوانب التقصير، في برجا وسواها، على أمل أن تعطي الانتخابات الأسبوع القادم، في بيروت ومحافظة البقاع، نتائج أفضل.. على اعتبار أنّ الانتخابات ليست كلّ عمل الجماعة، وإنّما هي عنصر مكمّل لأدائها الدعوي والسياسي.. والله الموفّق، وهو يهدي إلى سواء السبيل ” .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اعتقد انه كان من الاجدى بالمكتب الاعلامي للجماعة الاسلامية التركيز فقط على الجماعة في التحليلات الخاصة بالانتخابات وان لا تذم باي طرف من الاطراف في برجا لان كل الناس فيها الخير والبركة وان تبرير الخسارة بان الدكتور مالك اخ للدكتور خالد امين عام الحزب الشيوعي قد نال اصاتا لاتستحق ان تذكر فهذا كلام غير مقبول لانه اذا احتسبنا اصوات مالك حدادة بما يمثل وعلى انه لم تكن ورائه مؤسسات ولا حزب يمكن ان يستغل مواردهما لتامين اصوات بالمقارنة مع الجماعة الاسلامية و12 عاما من الوجود البلدي والخدمات والمؤسسات والمدارس والمساجد والجمعيات والاندية الخ …….. تكون بالنتيجة بان اصوات الجماعة التي نالوها هي التي لا تذكر او لا تستحق ان تذكر وكفى استفزازا للاخرين ما في حدا احلى من حدا ببرجا وكلنا منعرف بعضنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى