برجا الآنيحدث في الشوف

غليان في برجا: لا لمشاريع النفايات في سبلين

88

كتب أحمد منصور :

تعيش بلدة برجا حالاً من الغليان والتوتر والرعب الشديد، وبشكل غير مسبوق، بعد توسع الحديث عن مشروع للنفايات، لاختيار منطقة إقليم الخروب، وتحديدا وادي سبلين الفاصل مع برجا، كأحد المواقع لإقامة مطمر او مكب او معمل فرز للنفايات. وتتوجه إلى الاعتصام غداً، في ظل تخبط يسيطر على الحكومة في معالجة المشكلة المزمنة… لا سيما مع بدء العد العكسي لإقفال مطمر الناعمة في 17/1/2015.
وبحسب المؤشرات، دخلت برجا في منعطف جديد استعدادا للتصدي للمشروع بشتى الوسائل والسبل، إذ يخيم الاحتقان والقلق والاستياء على معظم الأهالي بشكل عام، من خطوة الحكومة بجعل الاقليم منطقة موبوءة بكل معنى الكلمة، وترحيل وتصدير لها المشاريع الخطيرة والمشاكل والملفات الخلافية في البلاد، على اعتبار أنها أصبحت «مقبرة للأحياء والأموات» في آن. وفيما بات هذا الموضوع حديث الساعة ويتقدم على جميع الملفات والقضايا والمواضيع، يؤكد عدد من الشبان ان رفض المشروع ستثبته الايام المقبلة على الأرض وليس في الكلام، ويشيرون الى انهم على جهوزية تامة للتعامل مع هذا الامر كما تقتضيه الضرورة، وتحت شعار لن نسمح بتمرير اي مشروع بهذا القبيل وتحت اي مسمى.
وزادت عملية الاستنفار لصد المشروع، في ظل الحديث عن التحضيرات والاشغال الجارية في الموقع المقترح لاستقبال المشروع. وبدأت توزع شعارات على صفحات التواصل الاجتماعي «لا للمطمر في سبلين». وفي هذا الخصوص رفعت البلدية لواء حماية برجا من هذا المشروع المدمر والمميت، وباشرت بسلسلة من التحركات، وتمثلت بتكثيف اللقاءات والاتصالات والاجتماعات والزيارات، وخصوصاً للمواطنين لتعريفهم بالمشروع وشرح مفاعيله السلبية لحشد اكبر عدد ممكن للمواجهة، وسط تحضيرات وسناريوهات يجري اعدادها لتنفيذها في خطة المواجهة. وفي هذا الخصوص دخلت الاحزاب والقوى السياسية والجمعيات والاندية والبلديات والفاعليات والمشايخ على خط المواجهة، فركزت خطب الجمعة للاسبوع الثاني على التوالي الحديث عن المشروع، وحثوا المواطنين على التحرك والوقوف صفا واحدا «ضد الموت القادم الينا من وادي سبلين». وبالامس استكملت البلدية خطتها باتجاه المدارس، فنفذت الاعتصامات في مدارس برجا وثانوياتها رفضا للمشروع جملة وتفصيلا، ورفع التلاميذ لافتات كتب عليه «السماح بالمطمر تدمير لحياتي»، «حتى اتنفس هوا نظيف ما تقطعوا عني الهوا»، «بيكفي سموم بدنا نعيش»، «انا ضد المطمر، مستقبلي في خطر».
وعلى الصعيد السياسي، وفي حين نفى النائب وليد جنبلاط اقامة مطمر للنفايات في سبلين او برجا، قال النائب علاء الدين ترو: «لطالما قلنا اننا ضد نقل المطمر من الناعمة الى الجية لأنه كفى أهل الشوف تحمل نفايات كل لبنان. ولا أعلم من يحرك اليوم هذا الموضوع لأن الحكومة لم تقرر حتى تاريخه بهذا الملف، وسمع رؤساء البلديات في آخر اجتماع لهم مع النائب وليد جنبلاط بأنه ليس هناك من مطمر في الجيه، وإذا كان هناك من مشروع بأن تعالج كل منطقة نفاياتها فسيتم البحث مع رؤساء البلديات وأهالي الإقليم أين سنضع نفاياتنا. لن نترك هذا الموضوع، عندما يحين وقته، للمزايدات وسيكون لنا رأينا سلباً أو إيجاباً، كما سيكون للبلديات والأهالي الرأي في ذلك. ولن نستجلب الضرر لأبناء منطقتنا ولأهلنا في هذه المنطقة».
البلدية في المقدمة
وكانت بلدية برجا نظمت لقاء حاشدا مع فاعليات البلدة واحزابها وفاعلياتها وتحدث فيه رئيس البلدية المهندس نشأت حمية فأعرب عن ارتياحه للتحركات التي بدأت في البلدة ضد المشروع، مشيرا الى المعلومات التي وردت الى البلدية منذ حوالي الشهرين انه يتحضر اقتراح لاقامة محرقة للنفايات في معمل سبلين للترابة، وتطور الاقتراح الى موضوع تخمير وتسبيخ للنفايات، الى جانب طمر نفايات

العوادم»، لافتا الى ان هذا الاقتراح جاء على مستوى الحكومة، مؤكدا انه بعد المراجعة تبين ان الموضوع جدي، لا سيما لجهة تأمين البديل خصوصا بعد اقفال مطمر الناعمة بتاريخ 17 /1/2015، مبدياً أسفه الشديد من ان منطقة اقليم الخروب دائما تكون الخاصرة الرخوة بهذا الموضوع، ونحن المكان الذي ترمى فيه المشاكل.
واشار الى ان البلدية ستقف في مقدمة الناس بمواجهة ورفض المشروع مهما كانت تفاصيله، مشيرا الى ان لقاء اليوم الخطوة الاولى على طريق المواجهة في برجا، موضحا ان الاطلالة الاخرى ستكون بالتعاون مع البلديات المحيطة للموقع كجدرا وسبلين والجية وبعاصير ومن خلال اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي لتحديد موقف من هذا المشروع وان كان فكرة او اقتراح. واشار حمية الى وجود كلام عن اسم الشركة التي ستلتزم المطمر وبدأ تحديد مساحة الارض والتي ستكون ما بين 85 و90 الف متر، وان اعمال المسح بدأت في سبلين، مؤكدا ان التحرك الشعبي هو الافعل في مثل هذه ظروف، معتبرا اننا امام خيارين لا ثالث لهما اما ان نكون مع النفايات او ضدها، لافتا الى ان التجربة تقول «ان محرقة النفايات في لبنان ليس لها ضوابط ولا شروط مواصفات ولا رقابة لضبط عملها»، مؤكدا في النهاية ان هذا المشروع لن يمر.
وتستكمل البلدية تحركاتها على صعيد بلديات الاقليم للتشاوار والوقوف موقف واحد بمواجهة المشروع، والعمل على متابعته مع مختلف فاعليات ونواب المنطقة، وعلى الصعيد الرسمي مع الوزارات المعنية والحكومة لقطع الطريق عن المشروع لعدم وصوله الى الاقليم وبرجا كما يخطط لها.

منقول عن جريدة السفير 13 كانون الأول 2014 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى