برجا الآنتعرف على بلدتك

أبناء الإقليم: المشروع “المميت” لن يمر

كتب أحمد منصور :

هبّ أهالي منطقة إقليم الخروب وبلدياتها منذ الصباح الباكر للدّفاع عن منطقتهم. وقفوا للتّصدّي للمشروع والقرار “التدميري” للحكومة ووزارة البيئة والسياسيين، بمختلف تلاوينهم، لتحويل إقليم الخروب إلى “إقليمٍ للنفايات”، وذلك من خلال التخلص من نفايات بيروت والجبل، ودفنها فيه، وكأنّ الإقليم لا يكفيه ما يعانيه من تلوّثٍ متعدّد الوجوه والمصادر.
مشهد اليوم كان مختلفا عن سابقاته. فمنذ الصباح الباكر تأهّب أهالي الإقليم عند مدخل معمل ترابة سبلين، الموقع المقترح لاستقبال النفايات. تجمّع الأهالي من مختلف قرى وبلدات الإقليم، ونفّذوا اعتصاماً مفتوحاً للتصدي لأي شاحنة نفايات قد تدخل إلى حرم المعمل. طغى الغضب والاستياء على الأهالي الذين نصبوا الخيم في إشارةٍ إلى مدى جدية الالتزام بحماية منطقتهم. نددوا بقرارات الحكومة ووزارة البيئة وموقف الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط الموافقة على نقل النفايات إلى الإقليم، مؤكّدين أنهم لن يسمحوا بمرور المشروع مهما تكن التحديات والاعتبارات.
ورفع المعتصمون لافتاتٍ كتب عليها” قبل الشروق يا مشنوق رح يكون قرارك محروق”، و”إلى أين يا معالي الوزير جنبلاط، هل أنت مع الموت المحتم لأهالي الإقليم؟، نريد الجواب؟. فيما اعتلت لافتة المعمل عبارة “لن يمرّ”. وقد تقدّم المعتصمون ممثلين عن الأحزاب، ورؤساء بلديات.
وأكد متابعون لهذا الموضوع أن الوضع “قابلٌ للانفجار والتصعيد انطلاقاً من الوجع والألم الذي يشكو منه أبناء الإقليم على الصعيد البيئي”. ورجحت مصادر مطّلعة أن يكون لهذا القرار البيئي تداعيات جديدة في الإقليم، وقد تخلط الأوراق في حال تم تنفيذه، لاسيما وأنّ أغلبية المعتصمين هم من المؤيّدين والمحسوبين على “تيار المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”.
وشدّد رئيس بلدية كترمايا بلال قاسم  على أنّ “نقل النفايات من بيروت ورميها في منطقتنا له انعكاساتٌ سلبية على صحة وسلامة أولادنا”، مندّداً بقرار وزير البيئة بجعل الإقليم مكبا للنفايات”. وأكّد “الجهوزية للتصدي لأيّ شاحنة نفايات قادمة إلى الإقليم”، مشيراً إلى أنّ “الاعتصام مفتوح”.
وقد تسبب الاعتصام وقطعهم الطّريق على مسربي الاوتوستراد الساحلي في الجية ، بزحمة سيرٍ خانقة، خصوصاً بين العاصمة بيروت والجنوب، حيث وصلت السيارات إلى حدود الرميلة عند مدخل صيدا الشمالي، ومن جهة بيروت إلى حدود الدامور والناعمة.
مشهد الجية لم يكن أقل سخونةً، حيث نفذ حشدٌ كبيرٌ من الأهالي اعتصاماً على مسربي الأوتوستراد الساحلي في الجية عند مفرق برجا، وعمدوا إلى إقفال الطريق بالشاحنات والعوائق والحجارة والردميات. وقد تقدم المعتصمين رؤساء بلديات برجانشأت حمية والجية جورج نادر القزي وسبلين محمد خالد قوبر ومزبود محمد حبنجر وبعاصير أمين القعقور وجدرا جوزف القزي. وأطلق الجميع الهتافات المندّدة بتحويل الإقليم مكباً للنفايات، مؤكّدين تصديهم لهذا المشروع.
وندد القزّي بـ”موقف السياسيين الذين جلبوا لنا النفايات إلى إقليم الخروب”، مشيراً إلى أنّ “اعتصامنا وقطع الطريق هو رفضاً للسموم التي يرسلونها لنا من بيروت وقرروها لنا البارحة خلسةً في الليل بعدما كانوا قطعوا لنا الوعود بأنه لن يكون هناك مطمر للنفايات في الإقليم”. وشدّد على أنّ “احتجاجنا كبيرٌ جداً ونحن جزءٌ لا يتجزأ بوجه هذه الجريمة والقتل الجماعي”، مؤكداً “سلميّة التحرك رفضا لهذا القرار المتعسف ضد أهلنا وصحة أولادنا”.
بدوره شكا حمية “من الأوجاع البيئية في إقليم الخروب منذ سنوات طويلة من دخان وسموم معملي ترابة سبلين والجية الحراري إضافةً إلى محطة تكريري الجية”، مؤكداً “عدم فتح الطريق قبل صدور بيانٍ رسميٍّ عن الحكومة بأنّه لن يكون هناك أي مكب للنفايات في إقليم الخروب”.

وأفادت معلومات مطلعة إلى أنّ طريق الجية لا تزال مقطوعةً حتى الساعة.

منقول عن صحيفة السفير

0

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى