وجوهٌ من بلدتي

الأستاذ يونس علي الخطيب… عَلَمٌ برجاوي فقدناه


كتب أ. عمر منيب الخطيب:
حامل نبراس العِلم وطليعة مسيرة التربية في برجا والشوف ولبنان.
من أوائل ورواد الذين حملوا إجازة في برجا والشوف والقلائل على صعيد لبنان متميزين ومميزين.
اول من تولى إدارة ثانوية برجا الرسمية بإمتياز وكفاءة وجدارة وحكمة واستحقاق، وهي الثانوية الأولى في عالم التربية محلياً ومناطقياً؛ فعلا اسمُها وذاع صيتها وتعززت مكانتها وقوّت ثقة الناس بالتعليم الرسمي، الذي بلغ أوج مجده لتصير “يوسف” أخواتها وأترابها وأقرانها في عهده؛ إذ خرّجت رجالات دولة وأسماء كبيرة في عالم التربية والتعليم والإدارة وأغنت وزارات الدولة وإداراتها ومؤسساتها الرسمية والخاصة بالأطباء والمهندسين والأساتذة والمعلمين والأكادميين والموظفين الناجحين ورجال الأعمال الأكفاء ورجالات الأمن والأدباء والمفكرين في لبنان والدول العربية والأجنبية، والذين تركوا بصمة في ميادين عملهم وصنعوا للبنان عصره الذهبي ومجده الفكري ومكانته العالية بين العرب والأجانب وشهد لبنان تطوراً ملحوظاً يحسب له، فصار سياحة الشرق ومستشفى الشرق وجامعة الشرق ومصرف الشرق وأيقونة طبيعة الشرق …
كنا نحسد على ما كنا نرفل ونعيش فيه من رخاء وازدهار .
وكنا شامة الشرق على خده؛ ليس لأننا كنا نعي قيمة مجال التربية والتعليم بل لأننا كنا نحترم هاذين المجالين ونعرف قدرهما وقيمتهما في بناء وطن ولأننا كنا نعرف أن إيلاء إدارات الدولة لأناس ورجال أكفاء في كل الإدارات كالأستاذ يونس علي الخطيب- رحمه الله – وأمثاله من ناجحين وطامحين هو الذي يصنع النجاح والتفوق والتميز، ونحن لا نبالغ حين نقول إن قلة مخلصين أنقياء أتقياء من أصحاب الأكف البيضاء هم الذين صنعوا التفوق، لأنهم خرّجوا المتفوقين وأغنوا بهم الوطن، وتركوا بصمتهم جلية واضحة.
ثانوية برجا الرسمية بمديرها الأستاذ يونس علي الخطيب ومعلميها الأكفاء وإدارتها الحكيمة صارت محط ثقة المنطقة وسارع الأهالي من الشوف من بعقلين من الجاهلية من عينبال من غريفة من كل قرية في إقليم الخروب وصولاً إلى بسابا والزعرورية شرقاً إلى الدامور إلى الجية إلى الرميلة وجون وقرى الإقليم قاطبة… سارعوا إلى أخذ مقاعدهم الدراسية فيها.
حكيم شديد بغير قسوة. لمَّاح يقرأ ما خفي، عارف بكل هموم ومشاكل الطلاب، سريع في اجتراح الحلول الشافية؛ قرارات جازمة حاسمة لا غبن فيها.
هذا باختصار ما كان يعاملنا به حين كنا طلاباً في صفوف ثانوية برجا ولنا معه قصص غريبة عجيبة في هذا الجانب!
هذا الجانب التربوي من حياة المدير المرحوم الأستاذ يونس…
وعلى صعيد الحياة الإجتماعية فقد كان أبو علي دمث الأخلاق؛ متعصب لها دون تزمت، يبادر إلى القيام بواجباته في الأفراح والأتراح بدون ملل أو كلل، نتزاور بمناسبة وبدونها.
مؤنس في أحاديثه والرواية على لسانه تطيب ولها إيقاع خاص، كيف لا؟ واسمه (يؤنس).
عمت محبته كل من عرفه وتقرب إليه بكلمة.
الحديث يبدأ ولا يكاد ينتهي… عن عَلَمٍ برجاوي فقدناه اليوم.


توفي الأستاذ يونس الخطيب فجر الثلاثاء 19 كانون الثاني 2021. وهو من مواليد 1923.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى