برجا الآنمن جراب الأمس

ساعة سَمَر مع أم أحمد

كتب محمد خضر رمضان :1454411_550226968398184_1139128383_n

أم أحمد سراج (العانوتي) امرأة من زمن الخير والطيبة .

 مازالت تحمل في ذاكرتها عبق الماضي والحنين إلى أيام الطفولة .

 حيث كان الجار للجار كما تقول وتركز على تلك النقطة المهمة .

 تروي الأحداث وكأنها عاشتها بالأمس القريب …

هي فاطمة ترو ، ولدت سنة 1929 والدها محيي الدين ترو ، و والدتها حمدة سراج المعروفة بحمدة العانوتي .

 في حي الحمرا بحارة العين في برجا ، ولدت وأمضت طفولتها .

تعلمت في مدرسة البنات التي أسستها جمعية المواساة الإسلامية عام 1938 قبل أن تصبح مدرسة برجا الرسمية للبنات وتابعة لوزارة التربية اللبنانية .

 تتلمذت على يد السيدات ، سكينة ونعمت الأسير و وديعة التي لم تعد تذكر اسم عائلتها ، حيث كانت تعلمها التطريز والخياطة .

 تذكر أم أحمد أنه كان في صفها اثنتا عشرة تلميذة ، من بينهم أمينة الجوزو وفاطمة يحيى وجميلة السيد وغيرهن .

كان عمرها حوالي اثنتي عشرة سنة عندما وصلت الحرب العالمية الثانية إلى ساحل الشوف بين الانجليز والفرنسيين .

 تذكر تلك الحرب وفي قلبها حسرة فبسببها توقفت عن الدراسة … وهي التي تعلمت أصول القراءة والكتابة ، فالحرب أينما حلت حل معها الخراب والدمار والقتل ليس قتل البشر فحسب بل قتل الأحلام أيضاً .

 تخبر أم أحمد كيف كانوا يلجأون إلى المغاور الموجودة قرب منزلهم في حي الحمرا وهي المعروفة (بقصر أبو حنين) !

كان القلق يرخي ظلاله على الناس ، حيث المعارك الجوية وأسراب الطائرات ما تغادر ساحل الشوف !

كانت تلك الأحداث غريبة عليهم وهم الذين عاشوا بسلام ومحبة وهدوء !

مرت الأيام وتزوجت فاطمة ترو وهي بعمر العشرين من السيد علي سراج .

أنجبت له أربع بنات وثلاثة أبناء .

تحمل في جعبتها الكثير من الذكريات الجميلة ، ترويها لنا ولأحفادها بشغف .

أطال الله بعمرك يا صاحبة القلب الكبير الطيب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى