برجا الآنقل كلمتك

لنبتعد عن إستراتيجية الضربة القاضية

كتب الأستاذ ربيع كمال دمج : في لعبة الملاكمة هناك إستراتيجية تسمى استراتيجية الضربة القاضية ، بحيث يعمد الملاكم في بداية اللعبة إلى ادخار قوته وتلقي الضربات ، من ثم القيام بردة فعل سريعة من أجل الاطاحة بخصمه وتوجيه الضربة القاضية له .

هذه الإستراتيجية قلما تنجح ، لأنه في أحيان كثيرة يتعرض المعتمد على هذه الإستراتيجية إلى ضربات تفقده من قوته وتركيزه الكثير مما يؤدي إلى الخسارة في نهاية المطاف . ونحن في برجا نعتبر إن إيجاد :

١– حل لمشكلة السير وإيجاد مواقف تستوعب السيارات الموجودة في البلدة .

٢ – توفير المياه والكهرباء .

۳– إنشاء ملاعب رياضية وحدائق عامة قريبة من الأماكن السكنية .

٤– إنشاء مدينة صناعية تحتضن جميع الورش وتنتزعها من الأحياء .

هي بمثابة الضربة القاضية للمشاكل فيها .

لكن إيجاد حل لهذه المشاكل في ظل الظروف التي تمر فيها البلاد في المدى القريب هو أمر صعب جداً كي لا نقول مستحيل .

فعلى سبيل المثال هناك دراسة أعدت لحل مشكلة السير في برجا وبلغت القيمة التقديرية لتكلفة المشروع حوالي الثلاثة ملايين دولار وهذا ما لا تستطيع بلدية برجا وحدها القيام به ، ولا بد لها أن تطلب مساعدة مؤسسات الدولة (وزارة الأشغال) .

لكن في ظل الظروف الراهنة إن إنماء برجا أو غيرها ليس له أولوية لدى هذه المؤسسات لأن مجلس الوزراء عالق في المشاكل السياسية المعضلة التي تمر فيها البلاد .

لذلك يجب علينا أن لا نضع كل أمالنا على أن تأتي ظروف ملائمة تمكننا من تحقيق هذه الأهداف ونمضي بقية وقتنا في الإنتظار.

من هنا علينا البحث عن مشاريع تجمل البلدة ضمن الإمكانيات المتاحة :

١– فمن البديهي أن تكون نظافة برجا لها الأولوية عند البلدية ، لذلك يجب عليها تأمين مستوعبات في الأحياء وفي الأماكن العامة على أن تتمتع هذه المستوعبات بالمتانة ويتم تثبيتها في الأماكن المخصصة لها ، وزيادة عدد العاملين في هذا المجال إذا ما كان هناك حاجة. أيضاً على السكان أن يكونوا متعاونين ليحافظوا على نظافة بلدتهم .

٢– على صعيد رؤية الطرقات الداخلية ( ساحة العين ، ساحة الروس ، الضيعة ، المعبور، التعمير…) فإننا لا نرى إلا أسواراً مرَّ عليها الزمان إنما مليئة بالغبار والإعلانات أو بصور المرشحين للإنتخابات البلدية والإختيارية وبعضهم داخل المجلس الحالي ، فبإمكان البلدية أن تقوم بتنظيف هذه الأسوار وطلائها بلون موحد مما يظهر نظافة وتناسق هذه الطرقات .

في المقابل يجب على البلدية أن تحافظ على نظافة هذه الأسوار من خلال فرض غرامات مالية لمن يستخدمها للأغراض الشخصية ، وأيضاً إيجاد لوحات مخصصة للإعلانات مقابل بدل .

۳– إلى متى يجب أن تبقى برجا بلا عناوين، لذلك يجب على البلدية أن تقوم بإطلاق أسماء على الشوارع وترقيمها هي والأحياء والأزقة ، بذلك نستطيع تحديد المكان الذي نسكن فيه إذا ما أردنا أن نضع عنواناً لنا في إستمارة ما ، والسائد حالياً أن جميع أهالي برجا يقطنون في الشارع العام .

٤– على صعيد مداخل البلدة لطالما سمعنا مداخلات تشير إلى أن هذه المداخل هي بمثابة بطاقة تعريف عنا ولا بد من أن نضع دراسات للوصول لأجمل مداخل ممكنة لكن لا شيء يطبق على الأرض ، فإذاً يجب أن لا نستمر على إهمال مداخل البلدة لحين جهوزية هذه الدراسات والبدء مباشرةً بإزالة العشب عن حافتي الطريق وإستبدالها بالأشجار حينا وبالورود حيناً أخر، والإعتناء بها وليس غرسها فقط ، إلى أن يتم إعداد دراسة تليق ببرجا ومداخلها .

إذاً هذه بعض من المشاريع التي بإمكان البلدية القيام بها في المدى القريب والتي لا تتخطى حدود إمكانيتها الحالية ، وهكذا ممكن للبلدية أن تطل على أهالي برجا بصورة فعالة ، إلى أن تتهيأ الظروف والإمكانيات لتوجيه ضربة قاضية لجميع المشاكل التنموية والإجتماعية والبيئية .

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. اخي الكاتب تحية طيبة
    لقد وضعت يدك على الجرح العميق
    أرجو الإلتفاتة الجدية إلى هذه المقالة والتمعن بها من قبل المعنيين ، على الأقل الإلتفاتة لربما
    ولعلها تترك اثر ما لمحاولة تنفيذ جزء منها في سنوات لاحقة

  2. شكراً استاذ ربيع, بس طالما سكان برجا راضيين بالموجود و طالما ولا مرّة ما فكروا انو ممكن برجا تكون بحالة افضل, ما في شيى لح يتغير… و هالناس هنّي اللي جابو البلدية

  3. الدكتور ربيع دمج أحد كوادر المفكرين الشباب في بلدة برجا, وهو في فرنسا يتلقي علومه، يحمل معه هموم بلدته برجا التي تثقل كاهلنا، يحملها معه بين اصابعه وتذوب حتى تكون حبر القلم الذي يكتب به، ادامك الله خيرا” لأهلك وبلدتك الطيبة..

    واتمنى على بلدية برجا أن تعتبر هذا المقال مشروع مقترح وتدرس ما جاء فيه..

  4. أود التعليق على عدة مواضيع :
    أولاً : في مشكلة النفايات لا أرى المشكلة في المجلس البلدي ، إنما المشكلة في الأفراد، فالمجلس البلدي القديم وضع الكثير من الحلول لهذه المشكلة ، لكن الناس عمدوا الى تكسير المستوعبات ، ولم يلزموا القوانين .
    ثانياً : أما بالنسبة لنظافة الجدران فهذه صعبة جداً ، في الانتخابات القادمة فإن المجلس البلدي سيكون له حملة إنتخابية فهذه الحملة لا تصح إلا بوضع اليافطات وما شابه ذلك . وعلى سبيل المثال ” شكراً برجا ” . أو ” شكراً للصادقين في برجا ” .
    ثالثاً : في لبنان بأكمله لا يوجد ترقيم للشوارع .
    رابعاً : وفي طريقي الى صيدا أرى مدخل أحد البلدات في أقليم الخروب وهي مجاورة لبلدتنا برجا ، فتعجب عيني لم تراه من تنسيق لمدخلها ، وقد سميت بلؤلؤة ساحل الشوف ، ماذا ينقص برجا لكي يكون لها شبيه هذه التسمية .
    لكن ما أريد أن ألفت النظر اليه أن المشكلة ليست في المجلس البلدي إن كان قديماً أو إن كان جديداً .
    ” فالمشكة في الناخبين ”
    وفي الختام أشكر أ. ربيع دمج على هذه المقالة ، وأود أن يتححق ما يريد .

  5. أتوجه بشكري إلى جميع القراء
    أما فيما خص إلقاء اللوم على الناخبين والمواطنين البرجاوين هذا أعتبره هروب إلى الأمام، لأن شئنا أم أبينا إن المجلس البلدي هو الذي يمثل السلطة المحلية في برجا وأن الأعضاء فيه سواءً في المجلس الحالي أو القديم هم من قاموا بالترشح للعضوية هذا المجلس وهم يعلمون المشاكل التي تحيط ببلدتنا وعلى هذا الأساس تم إنتخابهم.
    لذلك يجب على المجلس البلدي أن يكون هو المبادر إلى طرح الحلول على أن يلقى تعاون من قبل المواطنين.

  6. حضرة الكاتب
    اود ان اشكرك على هذه النظرة الحضارية والتى نفتقدها منذ زمن طويل. فالموضوع لا يحتمل التاجيل. اولاًً السياسة والحروب في لبنان لا ارى اي نهاية لهما. فمن مصلحة هولا السياسيين ان لا يلتفت المواطن الى مصالحه، والعمل على زرع الياس في قلبه, فلذلك يجب علينا اقامة برامج توعية ثقافية، نشرها وتطبيقها على الؤاقع البرجاوي. فهذا يتم من خلا ل البلدية والجمعيات الناشطة والفعالة في البلدة. اعتقد باننا لا ينقصنا سوى المبادرة والمثابرة حتى تحقيق المطالب. اود ان اشيرا الى كلفة اي مشروع قد يصب في مصلحة اي مواطن فلا تصل كلفته الى الاموال التي تصرف عاى المسوولين والعملا لتخريب وليس لتعمير. اخيراً اود ان اشكر كل مداخلة ايجابية فعليها معن سنبني بلدتنا الحبيبة

  7. أتوجه بالشكر إلى جميع القراء
    أما فيما خص إلقاء اللوم على الناخبين والمواطنين البرجاوين هذا أعتبره إعفاء للبلدية من واجباتها، لأن شئنا أم أبينا إن المجلس البلدي هو الذي يمثل السلطة المحلية في برجا وأن الأعضاء فيه سواءً في المجلس الحالي أو القديم هم من قاموا بالترشح للعضوية هذا المجلس وهم يعلمون المشاكل التي تحيط ببلدتنا وعلى هذا الأساس تم إنتخابهم.
    لذلك يجب على المجلس البلدي أن يكون هو المبادر إلى طرح الحلول على أن يلقى تعاون من قبل المواطنين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى