قل كلمتك

النفس الطويل صنع الفرق!!!

كتب الأستاذ ربيع كمال دمج : إذا كان هناك شعرة رقيقة تفصل بين العبقرية والجنون ، وكلمة تفصل بين الظلام والنور , فإن الذي يفصل بيننا وبين الذين يمثلوننا في المجالس التمثيلية , النيابية والبلدية هو النفس الطويل !!! نعم النفس الطويل بالمثابرة للوصول إلى أهدافهم ، فتراهم منظمين يعرفون كيف يقسمون أوقاتهم ، متى يقتربون , ومتى يبتعدون عن عامة الشعب ، فالمواسم الإنتخابية لديها حصتها عندهم حيث يولونها ستة أشهر :

الشهران الأولان : بدء الظهور بكثافة في شتى المناسبات الإجتماعية .

الشهران التاليان : تبدأ بعض المشاريع تظهر للعيان .

أخر شهرين : يبدأ العمل كخلية النحل .

نعم إنهم معذورون , بل إنهم محقون ! لماذا يجهدون أنفسهم وهم على يقين أنهم قادرون على أن يحققوا أهدافهم خلال هذه الفترة القصيرة !!!

فترة قصيرة , نعم ، لكنهم يستنفدون خلالها جميع طاقتهم ، فتراهم ناشطين إعلامياً جماهيرياً خطابياً , وعود وعهود , ولو ذهبت إليهم في هذه الفترة وطلبت المستحيل لقالوا لك : إستبشر خيراً .

تبدأ الخدمات ، بيوتهم مفتوحة ، الزيارات إلى الأحياء مسموحة ، الإستماع إلى الجميع واجب . ولا يكتفون بذلك , قد يبعثون مندوبين من الوزارات لتعاين المنازل وتعطيها أرقاماً وهمية ، لن أكون ممن يتكلمون بالإيحاء ، إنهم مندوبو وزارة المهجرين الذين طالما اعتدنا عليهم أن يزوروا بلدتنا برجا من أجل إطلاق الوعود الوهمية الكاذبة لنيل أصوات الناخبين ، هذه من الناحية الخدماتية.

أما من الناحية السياسية تبدأ الشعارات الكبرى بالظهور : الوجود السوري ، المحكمة الدولية ، سلاح حزب الله ، وما هي إلا شعارات ليختبئوا وراءها . نعم شعارات لأنهم بعد فوزهم بالإنتخابات نبدأ بسماع كلمات لم نعتد عليها خلال الحملة الإنتخابية : حكومة وحدة وطنية ، الوطن لا يبنى إلا بمشاركة الجميع , وما إلى هنالك من هذه الشعارات التي لا تعني مضمونها في كلتا الحالتين .

لكن رغم معرفة الجميع بأسلوبهم المتبع إلا أن نفسهم الطويل يسمح لهم بالوصول إلى مبتغاهم . فيومياً يقيمون التجمعات وتبدأ الخطابات ويجندون أفراداً , عملهم أن يجعلوا من الإنتخابات هي الحديث الأوحد داخل المجتمع ، وأن يصوروا لنا أن كل مشاكلنا متوقفة على النتيجة التي ستؤول إليها الإنتخابات ، فتأتي النتيجة لصالحهم وينتقلون إلى المرحلة الثانية , مرحلة التنصل من الوعود وإلقاء المسؤولية على الأخرين , والحجج دائماً جاهزة , قد تبدأ بالمشاكل الداخلية وتنتهي بالصراع العربي الإسرائيلي والعولمة !!!

أما نحن فنلعب دائماً أدوار المغفلين , نعطيهم أصواتنا دون أن نكون مقتنعين ، ونتحول جميعنا إلى محللين سياسين ,عملنا إلتماس الأعذار للآخرين .

وبعدما تسوء الأحوال يوماً بعد يوم تدب الحماسة لدى الشباب ويرفعون أصواتهم للمطالبة بحقوقهم , لكن عدم تمتعهم بالنفس الطويل يجعل من يمثلهم غير آبه بتحركاتهم , لأنه يعلم أنهم بعد وقت قصير سيتوقفون عن المطالبة بهذه الحقوق وخاصةً أن الإنتخابات ليست قريبة .

حتى الآن الذين أوكلناهم ليكونوا ممثلين لنا في مجلس النواب والمجلس البلدي ، لم يتجاوبوا مع الرسائل والنداءات التي وجهها شباب برجا , إن عبر صفحات المواقع الإجتماعية أو عبر مطالبات المواطنين اليومية ، فمعظم الأجوبة تأتي مقتضبة لا تتضمن سوى التهرب من المسؤولية .

لذلك أدعو الشباب البرجاوي إلى التمتع بالنفس الطويل للمطالبة بحقوقه وخاصة أن المشاكل التي نعاني منها تؤثر على صحتنا وعلى أطفالنا وحتى على وجودنا . فالمعمل الحراري في الجية ومعمل سبلين يبثان سمومهما في أجواء منطقتنا منذ عقود , ولا يراعون أدنى الشروط الصحية ، والمياه التي تصل إلى المنازل والمدارس معظمها ملوثة والبنى التحتية إذا وجدت فهي في حالة يرثى لها .

أيها الشباب إفتحوا صفحات جديدة في التاريخ , صفحات تغلق التي قبلها ، تغير نظرة المتربعين على كراسيهم . أطلقوا صرخة في وجه كل من يدعي ملكية المركز الذي وصل إليه بفضل أصواتكم . فلنلجأ إلى التخطيط والتنسيق فيما بيننا ولا نكتفي فقط ببعض المواقف الفردية الإرتجالية التي لم تحقق أهدافها من قبل . لا تقدموا دائماً المصالح السياسية على حقوقكم بالعيش الكريم ، ولا تفسحوا المجال لأحد أن يمننكم بخدمة انتخب من أجل أدائها دون أن يطلب منه.

نعم , إن الوصول إلى مرحلة يصبح الشعب فيها مجلساً رقابياً على ممثليه يُخشى منه المحاسبة ولا يَخشى ممن يمثله المعاقبة بحاجة إلى نفس طويل يبدأ بتوحيد الجهود وتكرار المحاولة مرة تلوى الأخرى حتى نصل إلى الذي نصبو إليه .

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. “قلّة الخاصية” وفكرة “كل من ايدو إلو” بالاضافة الى عدم التمتع بالنفس الطويل … العائق امام عدم توحيد الجهود رصّ الصفوف للمطالبة بما هو حق شرعي لكل اهالي برجا.

    الله يعطيك الف عافية خيي ربيع … “فرخ البط عوام” 🙂

  2. التعلّم وتعليق الشهادات على الحائط والحصول على وظيفة غير كافين لجعل الانسان ناجحا” في حياته، ولكن الإصرار والعزيمة والارادة والتصميم لتحقيق الأهداف يستطيعوا أن يحققوا المستحيل،

    يقول (Tomas Edison) :كثير من الناس يأسو من أعمال يتابعونها وركنوا إلى الفشل وهم فقط على بعد خطوات من النجاح.

    فالارادة هي الجندي المجهول والبطل الدائم ووقود النجاح.
    والتعاون المستدام بين الشباب والتواصل بينهم ، لو اختلفت وجهات النظر، هو جسر العبور الى غد أفضل.

    دعوة من القلب الى القلوب التي تنبض بالحياة يوجهها ربيع دمج،ودعوة من القلب الى القلوب التي لا تشاركنا او تشاركنا عن بعد، ودعوة الى محو الأمية السياسية ومحاولة النهوض من أجل تغيير هذا الواقع الأليم الذي نرزح تحته.

    دمت كلمة حق تقال أخي ربيع.. برجا والاقليم اولا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى