من مصر الأزهر إلى برجا الشوف … هيامٌ لا يهدأ

وُلد في قرية ميت غزال بمحافظة الغربية مركز طنطا 1905 لأبٍ فلاح من عائلة ثرية معروفة. ألحقه جده بكتّاب القرية حيث استرعى ومن اللحظة الأولى انتباه شيخه لسرعة حفظه وحلاوة تلاوته للقرآن الكريم ، حتى أتمّ حفظ القرآن الكريم كاملاً ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره . بدأ الشيخ مصطفى إسماعيل يقرأ أمام الناس ، ومع مرور الأيام ذاع صيته في محافظة الغربية واشتهر بأنه صاحب مدرسة جديدة مختلفة في القراءة وبأسلوب مميّز مختلف لم يسبقه إليه أحد من قبل . وفي القاهرة إلتقى بالشيخ محمد الصيفي رئيس الرابطة  ، الذي عرفه على كبار القرّاء من خلال حفلة إذاعية أحياها الشيخ عبد الفتّاح الشعشاعي . وكان ذلك بداية تعرّف جمهور القاهرة على صوت الشيخ مصطفى إسماعيل مع بداية عام 1943 م .

إستمع الملك فاروق لصوته في الحفل الذي نقلته الإذاعة فأعجب به وأصدر أمراً ملكياً بتكليفه ليكون قارئاً للقصر الملكي . ثم عين قارئاً لسورة الكهف يوم الجمعة بالجامع الأْزهر .

زار الشيخ مصطفى إسماعيل الكثير من البلاد العربية والإسلامية والأجنبية وقرأ في مساجدها ، ومنها سوريا والسعودية ولبنان والعراق وأندونيسيا وباكستان وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

الشيخ مصطفى إسماعيل حضر إلى برجا الشوف في رمضان الموافق  19 – 2 – 1963  بصحبة عدد من الضيوف منهم : رئيس بعثة الأزهر الشريف الشيخ فهيم أبو عبيه ، ورئيس حزب النجادة عدنان الحكيم وحضور ابن البلدة مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو وعموم أهالي برجا ، ومعهم مبعوث الأزهر الشريف فيها الشيخ عبد الوهاب شارب ، وكان تلاوة الشيخ من على منصة فوق عين ماء برجا  عند مقهى آل البراج التي تطل على ساحتها. وكان يومذاك يوماً مشهوداً .

وقد ألقى الأستاذ محمد علي دمج كلمة ترحيبية ، ومما جاء فيها  ” جئتم برجا أيها الشيخ ، ومعكم نعمة السماء ، لتطلقوها بخشوع وحنان في أجواء هذه البلدة ، وفي شهر رمضان الكريم . ولقد جاءتنا هذه النعمة ، من مصر العزيزة ، من أرض العروبة ، من مواطن العزة والكرامة ، من أرض البطولات والفداء ” .

إلى رحمة الله انتقل الشيخ مصطفى اسماعيل في 23 كانون الآْول 1978 وعمره ثلاث وسبعون سنة  .