إذا قال الأزهربرجا الآن

شيخ الأزهر يندد بسفك الدماء وتخريب المساجد

عبر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر عن غضبه الشديد لما نزل ببعض المساجد الشريفة في الجمهورية العربية السورية وروادها وأئمتها فى ليلة السابع والعشرين من رمضان ، ” ليلة القدر ” ، للاعتداءات من قبل قوات الجيش السوري ، كما ظهرت المآذن المحترقة والشيوخ المصابون ، فى ليلة وصفها الله سبحانه بأنها ( سَلام هِى حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) .

وقال الإمام الأكبر : إن هذه القوات المعتدية لا تراعي حرمة الدماء و المساجد ، والليلة المباركة التى أنزل فيها القرآن ، موضحاً أنه يثق أن هؤلاء المعتدين سوف يلقون جزاءهم ، وإن لم يكن فى الدنيا فبين يدى الله في الآخرة ، ويجب أن يكون هناك شىء من الخشية واتقاء غضب الجبار فى قوله ” وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ”، ” وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ “.

من ناحية ثانية أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الاحتفال بليلة القدر هو احتفال بالقرآن الكريم، وهو الكتاب الذى صنع حضارة 14 قرناً من الزمان ، وهى الحضارة الإسلامية التى تتلقى الآن ضربات الانتقام من الحضارة الغربية .

وأضاف الإمام الطيب، خلال إلقاء كلمته فى احتفالية ليلة القدر ، أن الشرق والعرب كانوا يتوقعون من الغرب تغييراً فى سياستهم العدائية تجاه الإسلام بعد تلفيق الدعاوى والأكاذيب ، فطالعنا الغرب بعلة صدام الغرب والفوضى الخلاقة ونشر الديمقراطية وأن نظرية صدام الحضارات التى تحكم فلسفة الحضارة الغربية يسيطر عليها هذا الهاجس على صناع القرار فى الغرب، فالحضارة الإسلامية بقيت لأنها حضارة سلام ، ولأنها أمة العدل والوسط ، فالمسلم لا يكون مسلماً بدون الوسطية ، فقد قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً ) .

وتساءل شيخ الأزهر ، ماذا ننتظر من حضارة تكفر بالله وتشكل كل تصوراتها فى إطار الحياة التى تدور حول حب المادة وتحقق مصالحها على حساب موارد دول أخرى خارج حدود بلادها ؟ فالحضارة الإسلامية حررت المضطهدين ولم يثبت أن المسلمين حرروا الضعفاء من أجل السيطرة عليهم ، فقتال المسلمين لم يكن لتغيير الأديان ، كما أن الإسلام ما كان يطرح من قبل الفاتحين على أنه هو الحل الوحيد ، إنما جاء بهدف بقاء الآخرين على دينهم ، ولو أن القرآن والسنة طالبا باحتلال الأرض وأن يكون ذلك هو الغاية لما قبل المسلمون بقاء أهل البلاد المفتوحة على دينهم ، ويشهد بذلك أن المسلمين كانوا يسمحون بوجود حضارات كاملة فى البلاد التى يفتحونها ، خاصة فى الأندلس عندما سمح المسلمون لزوجاتهم من المسيحيات الاحتفال بشعائر الديانة المسيحية ، وكانوا يشاركونهم هذه الاحتفالات ، وهذا يؤكد أن الإسلام قادر على الانصهار والاعتراف بجميع الحضارات ولا يلغى الآخر ، كما أن الإسلام لم يحمل الغربيين على اعتناقه بالسيف ، ويؤكد أن إرغام المسلم لزوجته اعتناق الإسلام مخالف لعهد الله .

وأشار الإمام الأكبر إلى أن دروس رمضان وتجربته الروحية تفرض علينا أن نقوم بواجباتنا تجاه هذه الأمة ولا مناص من أدائها ، أولها هو وحدة الصف ويقظة الضمير وتحمل المسئولية حتى لا تضيع المكاسب التى حصلنا عليها وكان نتيجتها سيل دماء غالية علينا ، لأن لنا أعداء فلننتصر على أهواء النفوس ونرتفع على مستوى الحدث .

ودعا الإمام الطيب الشعب المصرى والشعوب الإسلامية إلى القيام بحملة لإغاثة الشعب الصومالي ، قائلاً : على مقربة منا شعب مسلم يعانى من التراجع والتفكك الأمني وأهله يموتون جوعاً ، لذلك أدعو إلى إنقاذ هؤلاء البؤساء فى الصومال للعمل على إنجاز مشروع حضاري يحقق الإنجاز ويصحح مسار الأمة.


من جانب آخر، قال الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى وزير الأوقاف، نائبا عن المشير حسين طنطاوي ، إن الاحتفال بليلة القدر له مكانة غاية فى نفوس المسلمين ، وأنه بجانب الاحتفال بفتح مكة ارتباط قدري ، وفى القلب منهما القرآن الكريم وفى قلب القلب منهما عقيدة التوحيد ، فتلك العقيدة تقود أهلها إلى ركب البشرية إلى عالم منجزات الحضارة ، لكن من العجيب أننا أصبحنا مستهلكي حضارة بدلاً من أن نكون صانعى حضارة وشتان بينهما الأمة الكسول التى تشترى المنتجات التى يصنعها الآخرون وأمة تصنع حضارتها بيدها ، فالأمة بحاجة إلى وعي يسد الفجوة وإلى الالتفاف حول ما يجمعنا والنهي عما يفرقنا .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى