قل كلمتك

الأطفال يحتاجون إلى القدوة

كتبت أ . عبير المولى : الأطفال يحتاجون إلى القدوة لا إلى الإنتقاد … طفلك قماش بين يديك فكن ماهراً في خياطته .

سُنّة الحياة الزواج ، ولولا الأطفال ما كان بنو البشر سلكوا طريق الزواج . الأطفال نعمة .

 هم إستمراريتنا ، هم مشروعنا المستقبلي الذي نعلق عليه جميع آمالنا وطموحاتنا وأحلامنا التي ننتظر أن يحققوها .

 هم من يحملون أسماءنا وماضينا ويرسمون مستقبلنا الذي لا وجود له دونهم .

 هم فلذات أكبادنا وروحنا التي وضعها الله فيهم ليكونوا أثمن من أنفسنا وأغلى من الحياة .

 سعادتهم سعادتنا ونجاحهم نجاحنا وضحكتهم النور الذي يبقينا ، هم أولادنا الذين لو طلبوا النجوم بين أيديهم , نضعها آملين أن يأتي اليوم الذي نراهم قرب النجوم مقاماً ونجاحاً .

 هم من يرسمون على وجوهنا الإبتسامة في أصعب الظروف ويخرجوننا من أوضاع نفسية سيئة ليدخلونا في عالمهم البرئ والعفوي .

لا يوجد إنسان رجلاً كان أو إمراة إلا ويتمنى الزواج ليكون لديه طفل , ويسعى جاهداً لتحقيق هذا الحلم  .

من وجهة نظري أن الرجل والمرأة في بحثهم عن بعضهم البعض وسعيهم للإرتباط بعد قصة حب عميقة ليس إلا من أجل إنجاب طفل يكون ثمرة لهذا الحب الذي جمعهم .  

أولادكم نعمة من الله سبحانه وتعالى ، ونحن ” مسؤولون ” عن هذه النعمة أن نحافظ عليها .

 نعم , نحن مسؤولون عنهم عندما نجلبهم إلى هذه الحياة , لا أن نحضرهم ونرميهم يربّون أنفسهم بأنفسهم .

 مسؤولون عنهم مسوؤلية كاملة وبتأمين حياة طبيعية . جميل أن ننجب الأطفال , ولكن الأجمل أن نفكر بمستقبلهم .

 الأجمل أن نستطيع تربيتهم تربية صالحة . الأجمل أن نقدمهم للمجتمع أشخاصاً ناجحين مثقفين متعلمين .. لا أن نقدمهم للمجتمع شباباً فارغ المظهر والمضمون .

كم من الصعب الخوض في موضوع حساس كهذا , ولكن ضاق بنا ما نراه كل يوم .

 يهولك ما تسمعه أو تراه ! حتى إننا سوف نصل يوماً ما ونسأل أنفسنا ” هل بإمكاننا تربية أولادنا ” ؟ .

هل نحن مقصرون في تربيتهم ؟ هل نحن حقاً على علم ما تقتضيه التربية الصحيحة ؟ ماذا لو أننا فشلنا في مهمتنا ؟ هل نحن حاضرون لإنجاب أطفال ؟ ولماذا ننجب أطفالاً ما دمنا سوف نطرح ألف سؤال ؟ وهناك قلق يساورنا قبل وبعد إنجابهم .

 الأجدر بنا الإعتراف أن ” الإنجاب ” مسألة ليست بالبساطة التي نتصورها أو يتخيلها كثيرون , وكثرتهم ” الأطفال ” ليست الهدف بل كيفية تربيتهم والأسس التي نرسمها لهم في حياتهم وكيف نكون لهم – الأهل – القدوة الحسنة .

وما أودّ الإشارة إليه هنا هو  أن ” التربية ثقافة يجهلها الأهل ” بالطبع ليس جميعهم .. والثقافة لا تتعلق بالمستوى الثقافي أو التحصيل العلمي .

 والحقيقه أن ” العلم والجهل واحد بالنسبه لقضايا عدة ومن أهمها الإنجاب ” فكم من متعلم لا يدرك هذه الثقافة ! أي طرق وأساليب التربية الصحيحة والعكس .. لذلك فهذا الموضوع لا يتعلق لا من قريب أو من بعيد إن كان الإنسان متعلماً أو أمياً ، فربما كان الأميّ على دراية بالتربية الصحيحة أكثر من علم المتعلم بها والعكس ….

يقول عليه الصلاة والسلام : ” تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ” .

 كم غاب عنا مضمون الحديث وانشغلنا بظاهره عن باطنه حتى أصبحت المرأه مثقله بكثرة أطفالها ، ظناً منها ومن الزوج الذي يتفاخر بعدد الأولاد الذي ينجبهم أن الرسول أوصانا بكثرة الأولاد غافلين على ما هو الأهم ” أولاد صالحين ” .

 أود الإشارة هنا إلى أنني دائماً وفي كافة المسائل الحياتية مع المثل الذي يقول ” إبحث عن النوعية وليس الكمية ” وليت الجميع يسعون في حياتهم إلى تحقيق أجمل صورة لهم تحكي حياتهم تاركين الخَلَفَ الصالح من بعد غيابهم .

ألم يقل الشاعر أحمد شوقي  : ” كمْ منْ مُنجب في تلقي الدروس تلقى الحياة فلم يُنْجِب ” ..  فلماذا تنجبون الأطفال ؟ ……. يتبع

 

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. موضوع عميق ويستحق الإضاءة عليه..

    ” التربية ثقافة يجهلها الأهل ” حتى المتعلمون منهم ،كما اشرت عبير..بارك الله بك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى