برجا الآن

“مجّة” غزيّل تأخذك الى الواقعية

كتبت رين بو موسى : “دخلك محروق على مجّة”، عبارة يتناولها المدخنون بين بعضهم البعض، عندما يطلبون “مجة” لتريحهم وتأخذهم بعيداً إلى عالمٍ يختارونه بأنفسهم .

إنما “مجّة” محمود غزيل لن تأخذك إلا الى عالم الواقعية، لترتاح وتخرج ما في قلبك من عذاب المشكلات اليومية لوطنٍ لم يعرف السلام يوماً.

تخرّج محمود (24 سنة) في الجامعة اللبنانية ونال الماجستير في الصحافة. شاب لا يريد الا “أن أعيش في بلد اسمه لبنان”، رغم كل المشكلات التي تواجهه ولاسيما منها المعيشية، اذ انه “صامد” حتى اليوم. وكي لا يترك أرضه ووطنه، يعمل في وظيفتين في الوقت عينه، صحافياً ومدير قسم وسائل الاعلام الاجتماعية في احدى الشركات، ليعيش حياة كريمة تخلو من المشكلات.
قرر محمود أن ينتفض على الواقع ويصلح من خلال كتاباته ما “خرّبه” سياسيو هذه البلاد وأبناؤها المستمرون في ذلك. “أنشأت المدوّنة عام 2010 بعد سلسلة محاولات فاشلة، كي أستطيع أن أعبر عن نفسي وعن غضبي مما نعيشه في لبنان”.

يعتبر أن الصحافة لا تقتصر على كتابة المقالات بل تتعداها لتشمل الصور والفيديو، فأحب الكتابة والتصوير وجمعهما في مكان يستطيع أن يعبر فيه من دون ضوابط، إن بالكتابة أم من خلال نظرته للحظات التي يسرقها من الواقع “من خلال مدوّنتي أستطعت أن أجمع ما أحب في مكان واحد، لأقدمه غلى القارئ وأؤثر فيه بطريقتي الايجابية”.

يرفق محمود كتاباته بصورة تلائم الموضوع كي يستطيع أن يجذب القارئ ويؤثر عليه. كما يهدف من خلال المدونة إلى ان يؤثر ويعطي القارئ أخبار العالم الواقعية، فمدونة “مجّة” تختلف عن وسائل الاعلام التقليدية “التي أعتبرها بعيدة من الواقعية، اما مدونتي فتقدم أخباراً أقرب إليه”.
ما يميّز مدونة محمود طريقته الإيجابية بالتعامل مع الموضوع الذي يتناوله.

يكتب باللغة العربية، مشيراً إلى أن المدونات التي تستخدم هذه اللغة معدودة وهي الأقل انتشاراً على الساحة الافتراضية. يضيف: “أنا شاب لبناني، مما يخولني التعبير في شكل أفضل بلغتي الأم، كما أنني أقدم إلى القارىء موضوعات عن لبنان، لذا من الأفضل أن أكتبها بلغتي العربية”.
هو شاب طموح مصمم على تغيير ما لم تستطع السنون تغييره، ولا يزال يعمل حتى ينجح، إلا أن “الأقوياء” يحاولون عرقلة طريقه.

فعلى خلفية مقالة كتبها منتقداً أحد السياسيين، تلقى غزيل سلسلة من الاتصالات المهددة، فما كان منه إلا أن عدّل قليلاً في المضمون “كي لا أعرض حياتي وحياة أهلي للخطر أو المضايقات”.
الصحافي والمصور والمدون والمعروف بذكائه و”شطارته” الالكترونية في العالم الافتراضي، يعمل جاهداً على صنع التغيير، وبناء بلد “واقعي” اسمه لبنان، يعيش أبناؤه فيه بكرامة.

“مجة” مدوّنة منوّعة، مواضيعها سياسية اجتماعية واقتصادية، تجمع بين بساطة التعبير وصور يلتقطها محمود كي ينتقد بهدف البناء.

منقول عن جريدة النهار .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى