من دفاتر الإغتراب

غرناطة عندما تتذكر فلسطين

نظمت كل من جمعية صداقة فلسطين ـ غرناطة ( تراب ) وجمعية الجنوب لنشر اللغة والثقافة العربية أمسية ثقافية رانعة ، وذلك تخليداً لذكرى النكبة ، وقد اختار المنظمون لهذه المناسبة ، مقر مدرسة الدراسات العربية في غرناطة – إسبانيا – مسرحاً للأمسية .

بدأ الحفل بقصيدة من الشعر الحر ألقلها الشاعر الدكتور محمد الألوسي ، وأستمع إليها الحضور مترجمة إلى اللغة الإسبانية ، وكان لكلماتها وقع خاص ، ومنها : سنرمى فلسطين في البحر كي نستريح … سنرمى فلسطين في البحر لن نستريح

بعد ذلك كان للعود والغناء العربيين حضورهما القوي على خشبة المسرح، فكان العازف هو الدكتور أحمد  شفيق دمج ” ابن بلدتنا برجا ” أستاذ الأدب العربي والتاريخ الأندلسي في جامعة غرناطة ،  والمنشد هو نزار الملاحى الذى أثار حماس الجمهور بصوته الشجي ، خصوصاً عندما حاكى الفنان المبدع مارسيل خليفة فى رائعته منتصب القامة أمشي ، كما غنى أناشيد أخرى صفق لها الحضور طويلاً .

ولم يكن للحفل أن ينتهي دون يكون للفلكلور الفلسطيني ممثلا في الدبكة حضوره القوي أيضاً ، غير أنه هذه المرة أضيفت له لمسات أندلسية ، حيث شارك فيها بعض الإسبان من طلاب قسم اللغة العربية المتضامنين مع القضية الفلسطينية . وفي نهاية الأمسية كان على الجمهور التوجه إلى طاولة في الخلف ليترك كل واحد منهم توقيعه وعنوانه فى سجلات معدة لذلك ، حيث ازدحم المكان بالمشاركين ، فيما وزعت جمعية ” تراب ” بطاقات تدعوا فيها للتبرع بالكتب لصالح أهل غزة المحاصرين ، وقد حملت تلك البطاقات عنوان ” الكتاب يكسر الحصار” ..

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حصلنا على نص قصيدة الدكتور محمد صالح الآلوسي، التي ألقاها في بداية الحفل، ونقدمها هنا وقد وُعدنا بالترجمة الإسبانية التي قامت بها الأستاذة ليلى تلاوي، وألقتها الأستاذة أَلِيزبيت فِرّير وسنقدمها لاحقاً. وقد علمنا أن الدكتور الآلوسي والدكتور أحمد شفيق دمج بصدد العمل على تقديم القصيدة في شريط بمرافقة موسيقية خاصة على العود.

    “مَعادة” أخرى للوداع الأخير

    – بيروت 1982 –

    سنلقي فلسطين في البحر كي نستريحْ،
    ونشرب بعض النبيذ ابتهاجاً
    بأنا خلونا أخيراً إلى نفسنا.
    هنيئاً.. هنيئاً
    لمن باع هيكل وثبته قبل أن
    يُغلقَ السوق، ثم هنيئاً لمن
    فرقع الحلم قبل اندلاع العيونْ.
    فأما الذين أتوا قبلنا،
    فقد علّمونا افتداء الدمى بالهتاف لكيما
    نصون لأكبادنا عمرنا.
    وأما الذين سيأتون من بعدنا،
    فسوف يذرّون مسكاً
    وعرفاً شذياً على ذكرنا.
    ألسنا وأدنا المعانيَ: ما كان منها
    بسيطاً،
    وما كان منها
    سليطاً،
    لنعفيَهم من غبار السَّدانة عند الضريحْ.

    قبلةً أعطني
    -يا جميل المتاهة- قبل الرحيل.
    إنّ بيروت ناعسةٌ،
    تنثر الرزّ فوق الرؤوسِ، تمسّد أهدابها
    لهدوء المساء الوليدِ، وتدّخر الخمر في دنّها
    للعريس الجديد.
    قبلةً أعطني، قبلتين.
    يا نديّ اليدين.
    سوف نلقيك في البحر بعد قليل.
    ثمّ ندخل في حفلات العويل.
    قف هنا يا عليّ.
    قف هنا يا عمر.
    انظرا هاهنا
    بابتسام لنأخذ بعض الصور.
    *
    أنت للبحــرِ ونـحـنُ ســنحنُّ
    أنت للحـوتِ ونـحـنُ ســـنئنُّ
    أنت للجلــى ونـحـنُ ســنجـنُّ
    المآذنْ
    في حمانا صامتاتٌ
    والنواقيس حزانى
    لا تــرنُّ
    مركب الأصحاب يمضي بــك عنــّا ويـمـنُّ
    يا حبيباً مــرَّ طيفـاً
    ليــس مــن بعدك دنُّ
    ليــس من بعدك نارٌ
    لا.. ولا موســى تسـنُّ
    كل ظــنّ ويقــينٍ بعدمــا فارقـت ظـنُّ
    *
    ليس في عمّانَ عمّانٌ لنسهر
    ليس في بيروتَ بيروتٌ لنسمر
    فتعالوا يا صحابي الطيّبين..
    نغسلِ النفس الحزينه
    بكلامٍ مدلهمٍ لا يبين
    ثمّ قوموا يا صحابي الطيّبين
    نقشعِ النقعَ، ونكسُ الأرض ورداً
    وخزامى
    بانتظار السائحين
    *
    سنلقي فلسطين في البحرِ كي نستريح
    سنلقي فلسطين في البحرِ..
    لن نستريح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى