برجا الآنوجوهٌ من بلدتي

صديقي سمير : كل الأماكن مشتاقة لك

77

قالوا : مات سمير … قلت : مرآة أخرى تنطفىء في ضيعتي .

في الحين الذي تنزّلت على روحك السكينة والراحة ، إشتعلت قلوب محبيك حرقة وأسفاً ياطيب القلب ياشريف النفس .

أوَما تحترق على شاب من مثل سمير ؟

ماذا أقص عليكم من حكايته ؟

آخر العهد به رأيته يغفو وعلى شفتيه صلوات ، وكأن عند سريره جوقة من الملائكة !

ماذا أخبركم عن سمير الذي كان مثل المرايا ؟

هل تعرفون حزن المراكب قبل الرحيل ؟

في الصدر غصات من العينين .

كيف نصدق أنك ترحل كالأغنيات !

آخر جمعة من عمره أراد أن يتوضأ للصلاة ولكن الحشرجات والآلام منعته … الصلاة في حياته نور ، وكأني به ما يريد أن يلقى الله إلا بهذا النور .

في ذاكرة بلدتي سيظل سمير عطراً فواحاً … سيرته تأتي كل حين باسمة ناضرة ومشرقة كأزهار الحقول .

تصدّر يحمل همّ ضيعته منذ أمد بعيد .

توّج ذلك بعضوية مجلسها البلدي .

حبّة قلبه  العمل العام .

أما رأيتموه يسارع للهفة المساكين ، يمنح المساعدات للمحتاجين ، وكان قلبه يدق ، كأنه يمزق صدره ، يداري آلامه .

غداً عندما يزهر الربيع ياسمير ، وغداً عندما يُصيّف الصيف سنشتاق إليك .

غداً الملاعب سوف تحن إليك .

أيها السمير ، أيها النديم : كل الأماكن مشتاقة لك .

=============

( كلمة الشيخ جمال بشاشة في رثاء عضو مجلس بلدية برجا سمير الزعرت في قاعة جامع الديماس بمناسبة ذكرى ثالثه عصر الأربعاء 21 كانون الثاني 2015 )

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى