من جراب الأمس

أحمد حسين معاد عندما يجادل بالتي هي أحسن !

أحمد حسين موسى معاد (1897 – 1980) أنيس المجالس ، الحكواتي الظريف والناقد اللاذع ، الذي لا ألم ولا إيذاء من نقده ، والمحاور الذي لا تخونه الحجة ، ولا يغيب عن باله الدليل ، والمحدّث اللبق الذي لا تنثال من فمه العبارة إلا محلاةً بشتى مقبلات السمع ، من الأداء والدعابة وخفة الحركة ، التي تجعل منه يحيا النادرة ويجسدها ليعيش السامع فصولها وأدوارها .

أحبّ أبو محمد الحوار والنقاش ، واستوطن حبهما في نفسه حتى بات بالنسبة له بكل يقين وإدراك كأنهما سبيلا الحقيقة التي لا تنجلي إلا بالحوار الحميم البعيد عن التجريح والهزل والتحقير .

من نوادره أنه كان ذات يوم برفقة محمد أمين سعيفان وشقيقه أحمد أمين سعيفان فنزلوا عند راهب ضيوفاً في دير بناحية كسروان ، إذ أوهموه أنهم مسيحيون ، فتناولوا العشاء وتنادموا … وهمَّ محمد أمين سعيفان لينام ، فطلب منه أحمد حسين بأن لا ينام قبل أخيه أحمد كي لا يزل لسانه ويفضح أمرهم .

وكان أحمد سعيفان – كالوش – معروفاً ببساطته ، وأثناء الحديث سأل أحمد حسين معاد الراهب : هل يوجد في بلادكم غريرات ؟ ( وهو حيوانٌ بريّ يُصاد فيؤكل ) فأجاب الراهب : ربما ، ولكن إنْ وُجدت فهي قليلة . وأنتم ؟ فأجاب أحمد سعيفان على الفور حالفاً : وحياة نبينا محمد ، كل غرير في برجا قد الجدي يا بونا … فانكشف السر وأصابتهم الخيبة ونزل بهم الحرج واغتاظ الراهب سائلاً : كيف تؤمنون بمحمد وهو أمّي لا يقرأ ولا يكتب ؟ فرد عليه أحمد حسين معاد على الفور : دخلك يا بونا ليش سيدنا المسيح عليه الصلاة والسلام كان معه شهادة حقوق ؟ . النادرة رواها الأستاذ مصطفى محي الدين شبو .

المرجع : كتاب الحياكة البرجاوية للشيخ جمال بشاشة .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    نشكر الشيخ جمال بشاشة على هذه النادرة وحيث أن الشيخ جمال دائما يتحفنا ب هكذا مقالات تدغدغ شعورنا وهذه المقالة بالذات لامست …………… لم استطع التعبير عما يختلج في صدري وذلك لأن المرحوم احمد حسين معاد يكون جدي والد امي , وهناك حادثة اخرى شبهة بهذه الحادثة عندما نلتقي ارويها لك فضيلة الشيخ .
    رحم الله موتاكم وموتى المسلمن جميعا . والسلام عليكم
    بارك الله بكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى