قل كلمتك

من ينطق بإسم برجا؟

كتب  د. حسن منصور الحاج:

من ينطق بإسم برجا؟ للوهلة الأولى قد يبدو هذا السؤال “لزوم ما لا يلزم”، وقد يكون الجواب، بكل بساطة’ سهلاً: أهل برجا هم الذين ينطقون بإسم برجا. هذا صحيح من حيث المبدأ؛ ولكن الأمر يحتاج إلى بعض التأمّل والتدقيق.

في الواقع، إن ما دفعني إلى طرح هذا السؤال هو ما يحدث على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي حيث برزت عدة مواقع إليكترونية على الفيسبوك وغيرها تدّعي الحديث بإسم أهل برجا وتطلق المواقف السياسية والاجتماعية المختلفة وتنسبها إلى برجا وكأن برجا هي من لون واحد وعلى رأي واحد في كل الميادين.

إن هذا الذي يصادر رأي أهالي برجا ينسى أو يتناسى أن ميزة برجا الأساسية التفضيلية تكمن في تنوعها وفي غناها بالطاقات وبالانتماءات الفكرية والسياسية المختلفة. كما أنه يتناسى بأن برجا خاضت الانتخابات البلدية بكل ديمقراطية لمرات عديدة وانتخبت البلدية التي من المفترض أن تمثلها وتنطق بإسمها وتحقق مصالحها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية وفي التحديث المتواصل مع الزمن والتطور. ولكن هذا لا يعني أبداً طمس حق الإختلاف وحق التعبير عن الرأي في شؤون وشجون البلدة.

إن المسألة هنا تتعلق بصورة برجا تجاه الخارج. فهل يحق لأي مواطن برجاوي أن يطلق مواقفه الشخصية عبر الفيسبوك وينسبها إلى برجا كلها؟ كأن يقول مثلاً: برجا مع فلان حتى الموت؟ أو برجا ضد فلان آخر، أو برجا تتحدى واشنطن…؟

هذا لا يعني مطلقاً نكران الحق في التعبير عن الرأي الشخصي في شؤون البلدة وفي شؤون الوطن بشكل عام، بل، وبكل بساطة، المطلوب هو عدم مصادرة رأي البرجاوي الآخر. إن كل مواطن برجاوي له الحق في إبداء رأيه الشخصي ولكن لا يحق له التحدث بإسم برجا من دون تكليف أهلها.

وهنا يحضر سؤال آخر: هل أن الهيئة المنتخَبة من الشعب البرجاوي أي البلدية تقوم بواجباتها على أكمل وجه في تمثيل برجا وفي النطق بإسمها؟

إذا كانت البلدية المنتخبة ديمقراطياً مقصّرةً في عملها، علينا إذن إما مساعدتها وإما توجيه مطالبنا إليها وتحميلها كل المسؤولية ومحاسبتها في الانتخابات التالية. في الواقع، إن تقصير البلدية، في بعض الأحيان، يشكل تبريراً لإمكانية تجاوزها ولمصادرة دورها في النطق بإسم برجا. هنا يقع على عاتق البلدية المنتخبة من الشعب أن تقوم بصلاحياتها كاملةً بالتعاون مع المجتمع المدني ومع الجمعيات الأهلية وأن لا تترك المجال للأفراد الذين يزيّفون، أحياناً، بقصد أو من دون قصد، صورة برجا الحقيقية.

وأخيراً، وبكل محبة، أنا أعتقد بأن الشباب الذين يتحدثون بإسم برجا على وسائل التواصل الاجتماعي يفعلون ذلك بحسن نية؛ وكلهم يحبون برجا، وأنا أفتخر بهم جميعاً وأفتخر بأني برجاوي أينما ذهبت، ولكني أطرح هذه المسألة من حيث المبدأ ولضرورة التصويب وأتمنى أن تكون الفكرة قد وصلت.

عن “برجا الجريدة” العدد الثالث تموز 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى